وثيقة:لا عدالة الجلد العلني في السودان

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

نحو وعي نسوي.jpg
تدوينة
تأليف توني موريسون
تحرير غير معيّن
المصدر نحو وعي نسوي
اللغة العربية
تاريخ النشر 2020-08-18
مسار الاسترجاع https://feministconsciousnessrevolution.wordpress.com/2019/08/18/لا-عدالة-الجلد-العلني-في-السودان/
تاريخ الاسترجاع 2020-07-07
نسخة أرشيفية http://archive.vn/JlH4p
ترجمة كوثر عزة
لغة الأصل الإنجليزية
العنوان الأصلي Toni Morrison on the Injustice of a Public Whipping in Sudan
تاريخ نشر الأصل 2011-09-18


نشرت التدوينة الأصلية على موقع www.newsweek.com



قد توجد وثائق أخرى مصدرها نحو وعي نسوي



إلى امرأة سودانية:

قبل أشهر مضت شاهدتُ مقطع فيديو يوثّق العقوبة التي تم إيقاعُها بكِ، أمر رسمي وقانوني تماما بالجلد علنًا -والذي فهمتُ أنه ليس حدثًا نادرًا في بلدكِ. لقد رأيتُ وقائع كثيرة ظهرت فيها وحشية الإنسان ولكنّ هذه الحادثة تحديدا كانت الأفظع. في خضم شعوري بالاشمئزاز، خطرت لي أفكار معينة.

كنتُ أتساءل كم من الشجاعة يتطلّبه جلد امرأة (حتى جلّادو المقصلة تحلّوا بلياقة جعلتهم يغطّون وجوههم بالأقنعة لمُداراة العار الناتج عن قطعهم للرؤوس). ربما شعر الرجل الذي جلدكِ بالفخر لخبرته: فهو لم يخطئ أبدا، سوطه كان يجد طريقهُ إلى لحمكِ في كل مرة.

كم هو مُرضٍ تعنيف امرأة عديمة السند والسلاح. كم يُشعره بالسلطة و “الرجولة”. مشاهدة الرجال المتفرّجين يضحكون من مشهد إذلالكِ أزعجني بقدر ما أزعجتني مشاهدة الجلاد.

أفهم أن التحكم بالنساء -ليس بحركتهنّ ولباسهن فحسب، بل بأرحامهنّ وبويضاتهن وأجنتهنّ- كان أحد الأعمدة الأساسية للدول السيادية تاريخيا. ورغم أن بعض الدول الحديثة بدأت التخلّي عن هذه الصفة، لا تزال دول أخرى كبلدكِ والسعودية وغيرها تتمسّك بقوانين الوصاية الذكورية كخصيصة سلطوية. البويضة بالنسبة إليهم شأن الدولة، أما الحيوان المنوي فليس كذلك. المُغتصبة مسؤولة عن اغتصابها، أما المغتصب فليس مسؤولا. كم هي مرعوبة هذه الأنظمة الحاكمة، وكم هي صبيانية مطالباتهم بالسلطة.

لست أعرف ولا أهتم بمعرفة أي “قانون” خرقتِ. ما أعرفه هو أن مخالفات النساء أمثالكِ متعلقة بكونكنّ غير مقيّدات. وفي نظام حاكم كالذي في بلدكِ، تقيّد النساء لأنهن غير مقيدات: للتواجد وحيدة في مكان عام، للتواصل مع رجل غير قريب، لإمتلاك هاتف، لقيادة سيارة، ولإرتداء بنطلون. أولئك اللواتي لا سند لهن يُعاقبن لوضعهن أطفالا من مشغّليهن المغتصبين. ولا يهم عمرك، طفلات في الحادية عشرة ونساء في السبعين أعتُقلن وأُدميت أجسادهن لتحدي أو تجاهل أو نسيان قوانين غامضة وسخيفة.

وعلى الرغم من هذا، الحياة المليئة بالقمع والاستغلال التي تُرغم النساء على عيشها يتم تحدّيها. الانطباع الذي خرجت به من مشاهدة هذا الفيديو هو الأهم. لم تجثمي ولم تركعي ولم تتخذي الوضع الجنيني. لقد صرختِ وأحسستِ، ولكنكِ بقيتِ تنهضين. بعد كل لسعة من سوط الجلاد على لحمكِ حاولتِ الوقوف، رفعتِ جسدكِ كإنعكاس للسوط. رأيتُ ردات فعلكِ كومضاتِ من الأمل والتحدي النابع من مبدأ لديكِ.

كل جلدة تقطع ظهركِ تؤلم كل امرأة في العالم. كل ندبة تحملينها هي لنا كذلك. لا أملك نصيحة أسديها لكِ ولن أتجرأ على ذلك. ولكن كآلاف النساء في كل مكان، لن أستسلم للأسى واليأس. النساء يتحدّثن بصوت عال، يقلن ما أنتِ ممنوعة من قوله، يفعلن علنًا ما لا يُسمح لكِ بفعله. إنهن يتحّدن معا مُطالبات بأن لا يذهب أدراج الرياح جهدكِ في النهوض لمواجهة الوحشية.

المخلصة:

توني موريسون.