وثيقة:محكمة استئناف طنجة تجرّم صراحة الاغتصاب الزوجي

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

Circle-icons-document.svg
مقالة رأي
تأليف المفكرة القانونية
تحرير غير معيّن
المصدر المفكرة القانونية
اللغة العربية
تاريخ النشر 2019-12-19
مسار الاسترجاع https://www.legal-agenda.com/article.php?id=6276&fbclid=IwAR0Nk-eh8CIhRlvBo-S9x2azsshKZRdV_ZGvXdNafdzWv1_EsmXMvq6LLRg
تاريخ الاسترجاع 2019-12-24



قد توجد وثائق أخرى مصدرها المفكرة القانونية


قرار تجريم محكمة استئناف طنجة الاغتصاب الزوجي

في سابقة تعد الأولى من نوعها، صدر أول قرار قضائي بالمغرب-تنشره المفكرة القانونية كاملا- قضى وبشكل واضح، بتجريم الاغتصاب الزوجي، ويتعلق الأمر بقرار محكمة الاستئناف بطنجة[1]، (شمال المغرب) التي قضت بإلغاء حكم ابتدائي سابق صادر عن محكمة أول درجة، قضى بإعادة تكييف فعل الاغتصاب الزوجي إلى عنف زوجي[2].

أهمية القرار غير المسبوق أنه وضع حدا لاجتهاد قضائي متواتر يقضي بعدم تجريم الاغتصاب الزوجي، من منطلق قراءة تأويلية محافظة للنص المجرم للاغتصاب، كانت تستثني العلاقة الزوجية من امكانية تطبيق النص المجرم للاغتصاب، استنادا لاعتقاد بكون عقد الزواج يجعل الزوجة في حالة رضى مفترض بخصوص أي علاقة جنسية مع زوجها.

ملخص القضية

تعود فصول القضية إلى تاريخ 2018-06-30، حينما انتقلت الشرطة القضائية بالعرائش (شمال المغرب) إلى مستشفى المدينة بعدما نقلت إليه المشتكية وهي تنزف دما من فرجها، وعند الاستماع إليها في محضر قانوني أكدت أن المشتكى عليه زوجها مند حوالي سنة، وأنها دخلت معه في خلاف، وبتاريح 2018-06-29، حينما كانت معه بمفردها بمنزل أهلها، أخبرته بنيتها فسخ عقد الزواج، الشيء الذي لم يتقبله المشتكى به، وثار في وجهها، وأخذ في الصراخ، وتمكن من إسقاطها أرضا، وقام بمواقعتها رغما عنها، وأدخل ذكره بقوة في فرجها، رغم توسلها اليه للكف عن ذلك، وتمكن من افتضاض بكارتها، وتركها تنزف دما. وقد تم نقلها الى المستشفى، وأدلت بشواهد طبية تفيد تعرضها لعنف جنسي.

وعند استماع الشرطة للمشتكى به أكد أن المشتكية زوجته، وأنه نظرا لمروره بضائقة مالية تأخر في اقامة حفل الزفاف، وبأنه كان يتردد باستمرار على منزل والدها، ويمارس معها الجنس برضاها بشكل سطحي، وأضاف بأنه دخل معها في خلاف، و في يوم وقوع الحادث، مارس معها الجنس بشكل سطحي، لكنه في لحظة لم يضبط نفسه وقام بادخال ذكره في فرجها وافتض بكارتها وواصل ممارسة الجنس معها دون أن ينتبه الى كونها تنزف دما، ثم غادر المكان بناء على طلبها.

وعند إحالة المتهم إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة، قرر هذا الأخير اجراء تحقيق معه في جناية الاغتصاب الناتج عنه افتضاض طبقا للفصلين 486 و488 من القانون الجنائي. وقد أكد المتهم نفس التصريحات التي أدلى بها في محضر الشرطة، وقرر قاضي التحقيق متابعته من أجل نفس الأفعال وإحالته على غرفة الجنايات في حالة اعتقال.

أثناء اجراءات المحاكمة، قررت غرفة الجنايات الابتدائية إعادة تكييف الأفعال المتابع من أجلها المتهم، وادانته من أجل العنف الزوجي والإيذاء طبقا للفصلين 401 و404، ومعاقبته بالسجن النافذ لمدة سنتين، وبغرامة مالية نافذة، كما قضت في الدعوى المدنية بقبولها وبأداء المتهم للضحية تعويضا مدنيا قدره 30.000 درهم. وقد عللت المحكمة قرارها بتغيير وصف الفعل من اغتصاب إلى عنف زوجي، بوجود عقد زواج.

بعد إحالة ملف القضية أمام غرفة الجنايات الاستئنافية، وبعد مناقشة الملف قررت المحكمة إلغاء القرار الابتدائي، الذي قضى باعادة تكييف الفعل، والقول من جديد بإدانة المتهم من أجل جريمة الاغتصاب، رغم وجود عقد زواج يربطه بالضحية.


حيثيات المحكمة

انطلقت غرفة الجنايات الاستئنافية بطنجة من تعريف الاغتصاب الزوجي، بكونه يعني: "إقدام الزوج على معاشرة زوجته بدون رضاها، وباستخدام الإكراه". وأشار القرار أنه "لا يقصد بالإكراه، الإكراه المادي فقط، والمتمثل في استخدام القوة الجسدية من أجل إجبار الزوجة على المعاشرة الجنسية، بل أيضا الإكراه المعنوي المتمثل في الابتزاز والتهديد"، وكذا ممارسة الجنس بطرق وأساليب من شأنها أن تهين المرأة وتحط من كرامتها".

في نفس السياق، أضاف القرار أن "المشرع المغربي في تعريفه للاغتصاب بأنه مواقعة رجل لإمرأة بدون رضاها، لم يستثنِ المرأة المتزوجة من نطاق تطبيق هذا الفصل".

وأشار القرار بشكل لافت إلى مجموعة من الالتزامات التي يفرضها عقد الزواج، وأهمها كون "الزوج مدعوا لحماية شريكة حياته"، وأن "الرابطة الزوجية يجب أن توفر الحماية للزوجة، ولا ينبغي أن تستعمل كذريعة لمواقعتها بطريقة هي غير راضية عنها".

من جهة ثانية كان لافتا أن المحكمة استندت على اجتهاد القضاء الفرنسي، من خلال إشارتها لقرار محكمة النقض الفرنسية بتاريخ 1990-09-05، الذي جاء فيه أن "القانون الجنائي الفرنسي يهدف إلى حماية الحرية الجنسية لكل فرد، وبالتالي فإنه لا يستثنى من الاغتصاب المعاشرة بالإكراه التي تقع بين شخصين تجمعهما علاقة زوجية". وقد عللت المحكمة قرارها بالاستعانة باجتهاد القضاء المقارن، بكون القانون الفرنسي يبقى المصدر التاريخي للتشريع الجنائي المغربي.

وعليه، خلصت المحكمة إلى أن اعتراف المتهم طوال مراحل القضية بمواقعته لزوجته بدون رضاها، وتصريحات الضحية، ومعايانات الشرطة القضائية لملابس الضحية وهي ملطخة بالدماء، هي معطيات تجعل جناية الاغتصاب الناتج عنه افتضاض طبقا للفصلين 486 و488 من القانون الجنائي قائمة، والقرار الابتدائي الذي قضى بإعادة تكييف الأفعال المدان بها المتهم، على أنها تشكل مجرد جنحة الإيذاء العمدي في حق الزوجة طبقا للفصل 404 من القانون الجنائي، ينبغي إلغاؤه، والتصريح من جديد بمؤاخذة المتهم من أجل جناية الاغتصاب الناتج عنه افتضاض.

هوامش

  1. يتعلق الأمر بقرار غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بطنجة، رقم 232، في الملف رقم 203/2019/2612، بتاريخ 09/04/2019، غير منشور.
  2. قرار غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، عدد924 صادر بتاريخ 02/10/2018.