للرجال فقط

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
للرجال فقط (1964)
للرجال فقط (فيلم).jpg
النوع دراما
قصة محمود ذو الفقار
سيناريو محمد أبو يوسف
حوار محمد أبو يوسف
إخراج محمود ذو الفقار
إنتاج جمال الليثي
الدولة مصر
تمثيل نادية لطفي و سعاد حسني و إيهاب نافع وحسن يوسف
اللغة العربية
المدة 109 دقيقة

الموضوعات مساواة جندرية و أدوار جندرية و تمييز جنسي و تمكين النساء
السينما IMDb


قصة الفيلم

إلهام (ناديه لطفي) وسلوى (سعاد حسني) مهندستان تعملان بالشركة العامة للبترول فرع المعامل بالقاهرة. ويفيد موقع الحفر الصحراوي في رأس بكر بالبحر الأحمر أن الموقع خالٍ من البترول ولكن المهندستان تصران على وجود الزيت وتطلبان الحفر على عمق أكبر على مسؤليتهما، وبالفعل يتم تدفق الزيت ويمنحهم مدير الشركة (أنور مدكور) مكافأة كبيرة. تطلبان منه العمل قي معامل الصحراء لتكونا بجوار حقول الحفر ولكن المدير يرفض لأن الصحراء والحياة فيها للرجال فقط. يتم تعيين شابين بالشركة للعمل في الصحراء ولكنهما يحضران ويرفضان السفر ويقدمان استقالتهما لإلهام لتوصلها للمدير، ولكن إلهام تصارح زميلتها فكرية (آمال رمزي) بفكرة السفر للصحراء من خلال التنكر فترفض؛ ثم تعرض الفكرة على سلوى التي توافق على التنكر في زي الرجال ويذهبن مكان الشابين إلى الصحراء مع استعارة اسميهما لتصبح إلهام (مصطفى عبد الله) وسلوى (حسن فهمى). سافرت إلهام وسلوى بالأوراق المزورة والتحقتا بالعمل في حقل التجارب بالصحراء بعد أن حصلتا على إجازة من الشركة لمدة شهر. وهناك تتعرفان على أمين (يوسف شعبان) رئيس الموقع والمهندسين أحمد (إيهاب نافع) وهو شاب جاد وفوزي (حسن يوسف) وهو شاب مهرج دمه خفيف ومصاب بتهيؤات جنسية يرى فيها أي رجل كأنه امرأة ولا يفيق إلا برش المياه على رأسه. وكان فوزي كلما رأى بائعة اللبن البدوية صابحة (ليلى يسري) غازلها فيطلق خطيبها بكر (محمد صبيح) النار في الهواء فيصاب فوزى بالإغماء. كان مصطفى من نصيب أحمد مشاركًا له في حجرته وكان حسن من نصيب فوزي، وحدثت مفارقات كثيرة لوجود رجلين أحدهما أنثى في حجرة واحدة وبالأخص حجرة فوزي وحسن، بذلت سلوى وإلهام جهدًا مع باقي مهندسي الموقع في البحث عن الزيت ثم أخذ أحمد وفوزي أجازة لمدة أسبوع وذهبا إلى السويس وتبعهتما سلوى والهام بشخصيتهما النسائية وتعرفوا عليهما على أنهم شقيقات مصطفى وحسن وحدث تقارب عاطفي فأحب أحمد إلهام وأحب فوزي سلوى وقررا خطبتهما من أشقاءهما مصطفى وحسن حال عودتهم من الأجازة. انفردت صابحة بمصطفى وحسن في حجرتهم مما أثار حفيظة خطيبها بكر، فرفع سلاحه في وجه إلهام وسلوى مما اضطرهما للبوح بحقيقة جنسهما لبكر الذي طلب من صابحة أن تكون في خدمتهم، وفي مكان بعيد عن الأعين نزلت سلوى وإلهام للماء مع صابحة للاستحمام بالمايوهات، وشاهدهما من بعيد أحمد وفوزي وعرفا الحقيقة، انتهت إجازة سلوى وإلهام، وعلم مدير الشركة بخطتهما من زميلتهما فكرية وأرسل للموقع لاستدعاءهما وحاول أمين إعادتهما ولكن أحمد وفوزي رجوه أن يؤجل الترحيل لحين ظهور الزيت ليخفف من وطأة انتحالهما لشخصيات أخرى ولكن أمين رفض، ودارت معركة كبرى اشترك فيها الجميع ولم تنته إلا بتدفق البترول ففرح الجميع. (القصة مقتطعة من موقع السينما.كوم)

نقد للفيلم

الفيلم تقدمي بشكل كبير بالنسبة لمعايير زمنه. يقدم الفيلم حلًا لمشكلة ما زالت تواجه النساء في مجتمعات مختلفة وهي سيطرة الرجال على مجالات عمل معينة وينعكس هذا في اسم الفيلم وموضوعه. ضجر المهندستين إلهام وسلوى بقواعد العمل الظالمة التي تحدد ما يمكن وما لا يمكن للنساء فعله هو ما يدفعهما للتنكر في هويتي زميلين من الرجال رَفَضَا التوجه إلى الصحراء. وبالرغم من أن الحل قد يعتبر غير مطروح الآن، أو قد ينظر له كونه غير نسوي بالضرورة، إلا أنه بدا في سياق الفيلم معقولًا ومرحبًا به كونه ربما الوحيد لإثبات جدارة النساء وكفائتهن العملية فيما يخص مجال هندسة البترول. مثّلت إلهام وسلوى تيار التغيير ومثَّل أحمد وفوزي الرجال الذين يناصرون هذا التغيير في حين مثَّل أمين وبكر ومدير الشركة التيار المحافظ الذي لا يقبل التغيير ويحصر أدوار النساء في الوظائف المكتبية. يبرر مدير الشركة رفضه لعمل إلهام وسلوى في مكان التنقيب بقوله أنه عمل "للرجال فقط، لأنه عمل شاق وظروف الحياة في الصحراء صعبة وما فيش أي ست تستحملها." وهذه هي الفكرة الراسخة في أذهان الكثيرين عن مجالات عمل بعينها أنها لا تصلح للنساء لأنها أعمال شاقة ولا تليق بالنساء لأنهن لن يتحملن ظروف المعيشة هناك، ودائمًا ما تقال هذه المقولات للنساء دونما اختبار سابق لدقة المقولات أو لمدى تحمل النساء هذه الأعمال أو مدى كفاءة نساء بعينهن للوظيفة. ويعتقد مدير الشركة أنه مناصر لحقوق النساء حتى أنه يقولها صراحة "أنا تقدمي، مش رجعي، ومع عمل المرأة، لكن تعليمات الشركة صريحة" على الرغم أنها تعليمات الشركة التي يديرها هو وبالتالي فيستطيع تغيير اللوائح التي تنص على حرمان النساء من العمل في المواقع. ويعكس هذا جانبًا من الرجال الذين يقفون في وجه بعض الأعمال للنساء؛ حيث يلوذون بالقوانين والتعليمات واللوائح والقواعد وكأن هذه جميعا أشياء غير قابلة للتعديل أو أنها أشياء فوق البشر ولا يمكنهم تعديلها أو تغييرها. وهذا نفس ما يحدث في آخر الفيلم حين يرفض أمين السماح لسلوى وإلهام بالتواجد حتى التأكد من نتائج عملهما وإثبات أن عملهما أدّى إلى اكتشاف البترول في الموقع وعليه فإن مساعيهما قد وُفقت ورسالتهما كنساء قادرات على العمل في الصحراء قد وصلت الجميع. يرفض أمين هذا لأنه "عندي أوامر أنفذها". يغلف كل الرجال آرائهم المحافظة في الأوامر والقواعد والقوانين.

وإن كان الفيلم في مجمله تقدمي بالنسبة للنساء، ولكنه في مشهد ما - مشهد ظهور الزميلين اللذين كان منوطًا بهما السفر إلى الصحراء - مال المخرج إلى إظهار خصال الدلال لدى الرجلين وأنهما يفضلان التواجد في القاهرة ولو اضطرتهما الظروف للعمل بدون مقابل مادي لئلا يسافرا إلى الصحراء وكأن هذا يجعلهما "أكثر طراوة" من الرجال وحتى من إلهام التي تصر على السفر للصحراء وتقنع سلوى بالذهاب معها.

على هامش الفيلم

لا يتجسد التيار المحافظ داخل الفيلم فقط، بل يمتد لموقع السينما.كوم أيضا حيث أنه حين كتب قصة الفيلم الكاملة، أنهى القصة بجملة: "دارت معركة كبرى اشترك فيها الجميع ولم تنتهى إلا بتدفق البترول ففرح الجميع وتزوج أحمد من إلهام وفوزى من سلوى الذين عادوا للقاهرة بعد أن علمن أن العمل بالصحراء للرجال فقط."[1] على الرغم من الفيلم لا ينتهي بالزواج ولا بإعلان أن "العمل بالصحراء للرجال فقط" كما يقول الموقع. فإن من كتب ملخص الفيلم بهذه الطريقة لا بد وأنه قصد الانتصار لقيمة ما لم يقم الفيلم بتجسيدها أو الانتصار لها. الفيلم ينتهي بمنظر البترول المتدفق وفرح الشخصيات وقبلة بين أحمد وإلهام وأخرى بين فوزي وسلوى، وثالثة بين بكر وصابحة. لم يتزوج أي منهم ولم تقل البنات أن العمل للرجال.

مشاهدة الفيلم