قوة ضد التحرش
تهدف قوة العمل بالأساس إلى مواجهة حوادث التحرش/ الانتهاك الجنسي الجماعي الذي تتعرض له النساء في الميادين أثناء الاعتصامات والمظاهرات والمواجهات التي تقع في محيط ميدان التحرير، وتقوم المجموعة بمحاولة إنقاذ الفتاة التي تتعرض لمثل هذه الحوادث وكذلك جعل التجربة أقل إيلاما من خلال المراقبة اليقظة للميدان والتدخل السريع في حال تكوين مثل هذه العصابات المتحرشة والتي ينضم لها بالتأكيد بعض من المتظاهرين والمارة. كما تقوم المجوعة بتوفير الدعم والمتابعة للفتيات او للسيدات في حالة تعرضهن لمثل هذه الاعتداءات.
ووجهنا كثيرا بمحاولة إثبات صدق وقوع مثل هذه الحوادث التي وصلت في عنفها وقسوتها في بعض الأحيان إلى حد الاغتصاب الجماعي أو سحل الفتاة عارية على الأرض عشرات الأمتار، علا أننا نؤكد هنا أن أولوية المجموعة ليست إثبات وقوع هذه الحوادث لمجموعات اختارت عدم المشاركة في الفعاليات الثورية ولكن الأولوية لاحترام خصوصية الناجيات من هذه التجربة وخياراتهن أيا تكن سواء بالحديث عن التجربة أو عدمه أو النزول مرة أخرى للميادين أو لا.
خلال الاجتماعات وعمليات التدخل السابقة ظهرت العديد من القضايا الخلافية والمثيرة للجدل بين أفراد المجموعة أو بين المجموعة ككل وغيرها من المبادرات، لذا وجب توضيح موقف المجموعة من بعض القضايا:
مشاركة النساء: هذه المبادرة تستهدف بالأساس تجنيب النساء الاعتداء الجنسي الجماعي أو على الأقل جعل هذه التجربة أقل مرارة مما هي عليه، ولذا فإننا نرى أن مشاركة النساء في قوة العمل ليس فقط أمرا متوقعا وإنما هو جزء أساسي من فلسفة المجموعة، فالمشاركات في المجموعة على وعي تام بحجم الخطر الواقع عليهن في حالة المشاركة في مثل هذه المبادرات، إلا أن أفراد المجموعة، رجالا ونساء، يؤمنون بالمشاركة الكاملة والمتساوية للنساء دون محاولة فرض حماية أو وصاية من الرجال.
احترام الحريات الشخصية: تؤكد المجموعة على احترامها لحرية كل فرد في ملبسه/ها وطريقة تعبيره/ها عن نفسه/ها لذا لا تحاول المجموعة فرض زي معين أو عزو حوادث الانتهاك الجنسي لملابس النساء أو تواجدهن في أماكن معينة. إنما ترى المجموعة أن مثل هذه الأفكار هي نوع من عقاب المجني عليهم فيما أن عمليات الانتهاك الجنسي الجماعي هي فعل منظم يحاول النيل من مشاركة النساء في المجال العام وبالأخص في الميادين والاعتصامات والمظاهرات الحاشدة. وإذا كانت المجموعة في بعض مطبوعاتها تقدم إرشادات تخص الملابس أو الشكل فإن ذلك لا يعني إطلاقا محاولة للتحكم في حريات النساء وإنما فقط محاولة تقديم وسائل تقلل من بشاعة التجربة، كما أن الالتزام بهذه النصائح لا يعني مطلقا أن الفتاة لن تتعرض للتحرش/ الاعتداء الجماعي أو أن تجربتها ستكون سهلة.
موقفنا من التعذيب واستخدام العنف: المجموعة تؤمن بحق أفرادها في الدفاع عن أنفسهم/ن أثناء محاولات إنقاذ الفتيات من التحرش الجماعي، لكن المجموعة تؤكد على رفضها للتعذيب والتنكيل. بالإضافة إلى ذلك فإن هدف المجموعة الرئيسي هو تأمين تواجد النساء في الميدان ولا نرى ان دورنا الرئيسي هو معاقبة مجموعات التحرش الجماعي. أما بالنسبة لتسليم المتحرشين لقوات الشرطة فهذا أمر متروك للفتاة أو للمتظاهرين وحدهم/ن ليقرروه، إلا أن المجموعة ترى أنه في ظل غياب إعادة هيكلة الشرطة وعدم إصلاح المنظومة القانونية الخاصة بقضايا العنف الجنسي يظل تسليم المتحرشين للشرطة والنظام - المتورطين في أعمال تحرش - أمرا مشكوكا في جدواه.
موقفنا من المبادرات الاخرى: تحترم قوة العمل جميع المبادرات الأخرى التي تعمل على مواجهة ظاهرة التحرش الجماعي، وتضم قوة العمل العديد من المبادرات والمنظمات المهتمة بالعمل على هذه القضية. إلا أننا نؤكد على رفضنا لأي مبادرة تقوم على تعزيز دور الحماية للرجل في مقابل تصوير النساء كضحايا. إن مثل هذه المبادرات تعيد إنتاج نفس علاقات القوى ونفس الافكار التي تسببت في المشكلة من الأساس. كما أن قوة العمل ترفض أيضا المبادرات التي تحاول فرض العزلة على النساء من خلال عمل كوردونات أو أماكن داخل الميادين (او خارجها) مخصصة للنساء فقط.
تعمل المجموع بالتعاون مع العديد من الناشطين والناشطات، بالإضافة إلى: المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، خريطة التحرش، نظرة للدراسات النسوية، شفت تحرش من مبادرة فؤادة واتش، تعاونية مصرين للإعلام الشعبي، مبادرة نفسي، بهية يا مصر، المصري الحر ومشروع بصي.