وثيقة:عن الغضب الأنثوي: التحليل الجندري للمشاعر
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | مينا ساكسينا |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | نحو وعي نسوي |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | https://feministconsciousnessrevolution.wordpress.com/2020/03/08/ عن-الغضب-الانثوي-التحليل-الجندري-للمش/
|
تاريخ الاسترجاع | |
نسخة أرشيفية | http://archive.vn/UgGeg
|
ترجمة | وفاء |
لغة الأصل | الإنجليزية |
العنوان الأصلي | Female Anger: The Gendered Diagnosis Of Emotions |
تاريخ نشر الأصل |
نشرت التدوينة الأصلية على موقع feminisminindia.com
قد توجد وثائق أخرى مصدرها نحو وعي نسوي
اُجري لقاء مع أوما ثورمان، في أعقاب حادثة واينستين، وانتشر فيديو اللقاء منذ ذلك الوقت. تحدثت فيه ثورمان وهي تجز على أسنانها، ضابطة نفسها، وقالت أنها لا تعاني من “مشكلة صوتية” ولكنها ستتحدث عندما تكون أقل غضبًا لأن الحديث أثناء الغضب يؤدي إلى الندم غالبا ( تحدثت ثورمان بعد ذلك عن تجربتها مع كلا من واينستين و تارنتينو). لكن لماذا أنتشر الفيديو؟ لم تكن ثورمان غاضبة، هي قالت ذلك بنفسها. لكن تمت الاشادة به لأنه عبارة عن صورة مثالية للغضب الأنثوي. فالغضب الأنثوي يبدو مستساغا عندما يتم كبحه، ولا يشكل تهديداً وبدلا من ذلك يكون هادئا ومتحفظا. في حالة ثورمان، على ما يبدو كان تجاوبا “عقلانيا” في وقت لاحق.
منذ سن صغيرة، يتم تنشئة الأولاد اجتماعيا على أن يكونوا أقوياء ومستقلين، لأنهم سيصبحون قادة العالم (هنا تظهر الأبوية المفزعة مرة أخرى). ومن ناحية أخرى، يتم تعليم الفتيات بشكل ضمني بأن الضعف والحساسية صفات مرغوبة، ويتم غالبا تمجيدها كحزن أنيق وجذاب. الغضب الأنثوي دائما ما ينظر إليه على أنه مُهدد، ويضمر نية الأذى، بدلا من أن ينظر إليه كردة فعل على الأذى نفسه. من خلال التأمل مثلا في أسطورة “ميدوسا” مع خصلات شعرها الملتوية، أو سردية “المرأة الموصومة”، يظهر لنا كيف يتم اعتبار المرأة الغاضبة بأنها عاهرة أو متسلطة أو عدائية، بينما يعتبر غضب الرجال قوة. فصورة المرأة الساخطة التي تتآمر لتنتقم تلقي بظلالها على كل امرأة تجرأت على الغضب – ليتم تشخيص غضبها كهستيريا (هل هي أيام دورتك الشهرية؟)؟ أو يرفض بكونه ارتياب ( توقفي عن كونك مؤمنة بنظرية المؤامرة ضدك!)؟.
الرجال لهم الحق دائما في أن يكونوا غاضبين، لكن ليس من حق النساء أن يغضبن! يصبح الغضب امتيازا بدلا من كونه حقا، ثم نجد السبب عندما يتم تمجيد ردات الفعل السلبية ( الحزن) كشكل لائق عوض الغضب، فمحكمتنا العليا ذكرت ”شعور عميق بالعار الخالد” كاستجابة عاطفية نموذجية للاغتصاب والنساء اللواتي يشعرن به “الضحية المثالية”. “الضحية” نفسها كلمة سلبية فلا يوجد مكان للمشتكيات المتحديات والغاضبات، لا في قضائنا أو في مجتمعنا.
عندما تكون امرأة مظلومة غاضبة، ينسى الظلم الواقع عليها وكل ما تتم رؤيته هو غضبها، في أقل الأحوال كفعل غير مناسب، وفي أسوء الأحوال كتهديد للأخرين. يتم سلب إرادة الغضب الأنثوي بطريقة ما: ما سبب الغضب أساسا؟ لا يستطيع المجتمع إجبار نفسه على تقبل نساء غاضبات، إذ يجب على النساء المظلومات الاستمرار بأن يكن محبوبات، حزينات، لطيفات، ومتحفظات. مثلما أشارت أودري لورد في مقالاتها عن الغضب، الغضب ليس اختيارا لكن نتيجة محتومة للعنصرية الممنهجة، مثلا. ومن المثير للسخرية أنه بالرغم من أن الأبحاث أظهرت أن النساء السوداوات يشعرن بالغضب والحاجة لكبته أكثر من النساء البيضاوات، فإن الغضب يبدو مقبولا على وجه أنثى بيضاء أكثر من أنثى سوداء.
دائما وغالبا ما يشعر الرجال بعدم الراحة بسبب الغضب الأنثوي. وهذا الأمر يستحق التقدير – ليس المقصود بالتصالح مع امتيازك أن يكون عملية مريحة وليس الهدف من الحركة النسوية أن تكون ممتعة للرجال، فالغضب الأنثوي يقود إلى جدال واضح حول كراهية النساء. لذا دعوني أقول أنه آن الوقت لنكون غاضبات، لأنه ربما لو كنا شجاعات كفاية لنكون غاضبات، لا يهم إن كان ذلك سيزعج الرجال ( وغيرهم ممن يحوزون السلطة) بالنسبة للنساء، النساء العابرات، الأشخاص غير الثنائيين/المعياريين وكل من تعرف نفسها كامرأة، حملة #أنا_أيضا ستنتقل من لحظة في التاريخ إلى حركة مستمرة، وربما لتغيير اجتماعي طويل.
دعونا نأخذ خطوة إلى الوراء وننظر إلى العالم الذي نعيش فيه، عالم يحوز فيه الرجال أغلب مواقع القوة، عالم حيث يمكن للرجال التجمع في غرفة والاعتقاد بأن لهم الحق في إصدار تشريع بشأن جسد المرأة، عالم يقدم فيه الواقع السياسي والاجتماعي من وجهة نظرة ذكورية، ويكون الإعلام فيه غالبا يمثل نظرة الرجل، ولا بد للنسوية أن تكون فيه لطيفة ومقبولة من كل الرجال . لكن النسوية ليست حركة تعني الرجل بالمقام الأول. وبالرغم من ذلك فإنها تفيدهم أيضا لأنها تدمر الأدوار الجندرية التقليدية، وتتراجع عن التوقعات غير الواقعية المبنية على صور سامة عن الرجولة، وتدافع عن حقوق مجتمع الميم لأن ميولك وهويتك لا يجعلك شخصا أقل. إذا لو كنت رجلا، ربما ستشعر بعدم الراحة عندما يتم الحديث عن نشر قائمة بأكاديميين ذكور متحرشين جنسيا. وبالطبع، سيشعر جزء كبير منكم بالقلق حول إذا ماكنت القائمة التالية ستتضمن أسمائهم، أو ماذا عن الادعاءات الباطلة، أو هل سيستطيع الرجال حضن النساء مرة أخرى؟ لكن القوة لعبة محصلتها صفر، لذا ستقود النسوية الرجال لخسارة بعض من قوتهم وهذا سيزعجهم لأنهم اعتادوا على الامتيازات، الامتيازات التي أتت من قرون من الاستحقاقات، سواء كانت استحقاقات الأرض، التصويت، العمل، التعليم، أو “الفرج”. لكن معظم استحقاقاتهم أتت على حساب المرأة.
لذا رجاءا لا تطلب مني أن أتوقف عن التذمر بشأن النسوية وأن أجعل نفسي محبوبة أكثر، الضغط على المرأة لكي تكون محبوبة هو أكثر الآليات تجسيدا للأبوية. رجاءا لا تصورني كامرأة عنيفة، هيسترية في دورتها الشهرية بينما أنت وامتيازاتك الذكورية تمنعونني من عالم كامل من الفرص. رجاءً لا تطلب مني أن أكون الطف وأنا اتحدث عن كوني مستبعدة عن عمد. رجاءً لا تقل ابتسمي، لأن ابتسامتك جميلة. لا أريد أن أكون جميلة، أريد أن أكون غاضبة، أن أكون عنيفة، وأريد أن أغير العالم. دعونا نتوقف عن الرضوخ للسخرية والضغوط لكي تكون نسويتنا أكثر قبولا، ودعونا نصبح شجاعات بما يكفي لنكون غاضبات.
بالنسبة لي النسوية ليست خيار، إنها وسيلتي للنجاة. الرجال لديهم ما يكفي من الامتيازات ليقرروا ماذا إذا كانوا حلفاء أو لا. من ناحية أخرى، أنا أعتمد على النضال النسوي من أجل المساواة ومن أجل قدرتي على الوجود، على أن أتنفس وأن تكون لي حقوق أساسية. هذا ليس نقاش أستطيع أن انخرط فيه من أجل متعتي( وكأنه فيلم يعرض امام عيني، مع الكولا والفشار)، إنه مسألة حياة وموت. أنا غاضبة من إهدار جزء كبير من طاقتي لأتأكد بأنه لن يتم اغتصابي أو التحرش بي أو قتلي. لقد تعبت في كل مرة أمشي فيها في الشارع ليلا وأرى رجل أو مجموعة رجال، ثم أعبر إلى الجهة الأخرى من الشارع كرد فعل لاإرادي. من كل مرة اقرأ فيها عن الاعتداء الجنسي أو العنف وتكون ردة فعلي هي ابتسامة ساخرة لأني لم أعد أشعر بالصدمة أو الفزع، بل بالاستسلام والبرود. دعونا نتوقف عن التفاعل باستسلام ولطف، وبدلا من ذلك لنغضب، ولنستخدم غضبنا الجماعي كأداة من أجل التغيير الاجتماعي. لمدة طويلة، تم تلقيبنا بأسماء تعني أننا غاضبات جدا لنأخذ بجدية: نسويات نازيات، متسلطات، مجنونات، عاهرات، ساحرات. نعم، أنا غاضبة وسأصرخ حتى أفقد صوتي.