نظريات نسوية

من ويكي الجندر
(بالتحويل من نظرية نسوية)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

نظريات نسوية امتداد للنسوية في المجالات الأدبية والنظرية والفلسفية. تتواجد النظرية النسوية في مجالات عدة، مثل: الأنثروبولوجيا، وعلم الاجتماع، والاقتصاد، والنقد الأدبي، وتاريخ الفن والتحليل النفسي، والفلسفة. وتركز على تحليل العديد من المواضيع المتعلقة بالنساء والمنتمين إلي هويات جندرية وجنسية غير نمطية. (بالإنجليزية: feministtheory)

تاريخها في أمريكا وأوروبا

بدأت النظريات النسوية بالظهور في نهايات القرن الثامن عشر في عدة أعمال فلسفية، منها كتاب دفاعا عن حقوق المرأة الصادر سنة 1797 للكاتبة البريطانية ماري وولستونكرافت، والتي دافعت في كتابها عن حق المرأة في المساواة والتعليم. وفي منتصف القرن التاسع عشر، سنة 1851، ألقت النسوية الأمريكية سوجورنر تروث خطاب ألست امرأة؟، حيث ناقشت مسألة حصول المرأة على حقوق محدودة بسبب منظور الرجل الخاطئ عن طبيعتها. وأضافت أنه إذا كانت النساء الملونات يؤدين المهام التي حصرت بالرجال فقط، فكل النساء، باختلاف ألوانهن، يستطعن تأدية هذه المهام.

كما ألقت النسوية والناشطة الأمريكية سوزان أنتوني خطابًا في المحكمة سنة 1876، ناقشت فيه مسألة جندرة اللغة. كما تساءلت لماذا يُطبق العقاب في القانون على النساء، بينما لا يُسمح لهن باستخدام القانون لحماية أنفسهن (فلم يكن يُسمح للمرأة بالتصويت، أو حق الملكية).

وفي منتصف القرن العشرين وقفت سيمون دي بوفوار ضد الفكرة التي تقول أن المرأة مكانها المنزل، ونشرت كتابها الجنس الآخر سنة 1949. كان أول سؤال طرحته بوفوار في هذا الكتاب هو "ما هي المرأة؟"، حيث حاولت إعادة تفسير مفهوم الرجل عن المرأة، وأضافت أنه دائمًا ما ينظر المجتمع للمرأة على أنها "الآخر" ولا يتم تعريفها إلا مقارنة بالرجل.

صاحب النشاط السياسي النسوي في ستينات القرن الماضي اهتمام بحماية البيئة. هذا التحول نتج عنه دراسات عدة ضد الحتمية البيولوجية. كما اهتمت العديد من المفكرات النسويات بإعادة النظر في نظريات التحليل النفسي.

وصفت إيلين شوولتر تطور النظرية النسوية على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى: " النقد النسوي"، وهو الذي تحلل فيه القراءة النسوية الأيديولوجية خلف الظاهرة الأدبية. والمرحلة الثانية: نقد نسائي (Gynocritics)، والتي "تكون المرأة فيه منتجة لمعنى نصي" بما فيه "الديناميكا النفسية لإبداع المرأة، وعلم اللغة ومشاكل لغة المرأة، والمسار الذاتي والجماعي لتاريخ العمل الأدبي النسائي."[1] المرحلة الأخير هي مرحلة " النظرية الجندرية"، التي تبحث في الأيدولوجيا والنتائج الأدبية لنظام الجندر. انتقدت توريل موي هذا النموذج ورأت أنه نموذج حتمي و جوهري لذاتية المرأة. كما أضافت أن هذا النموذج لم يأخذ في الاعتبار موقف النساء غير الغربيات.

المجالات الأكاديمية

النقد الأدبي

النقد الأدبي النسوي معني بالنظريات والسياسات النسوية، ويتنوع تاريخه بين الأعمال الكلاسيكية لكاتبات، مثل: جورج إليوت وفرجينيا وولف ومارغريت فولر، ونظريات كاتبات ومفكرات الموجة النسوية الثالثة في دراسات المرأة ودراسات الجندر.

علم اللغة

تطورت الفلسفة النسوية للغة في ستينات القرن الماضي أثناء الموجة النسوية الثانية، واهتمت فيلسوفاتها بتحليل صياغة اللغة وفلسفتها من منظور نسوي. وطرحت المفكرات النسويات قضية تذكير اللغة، مما يقف عائقًا أمام النساء للتعبير بطريقة دقيقة على تجاربهن وحياتهن. كما دعت إلى لا جندرة اللغة وإعادة صياغتها، لتكون جامعة وغير منحازة لجنس بعينه. وتظهر جندرة اللغة في أكثر من موضع، من بينها، تغليب صيغ التذكير على المؤنث في حلة المفرد، وفي خطاب الجماعة. كما تظهر أيضًا في تذكير المسمى الوظيفي للرجل والمرأة، مثل وزير، ومدرس، وعضو، وغيرها.

التحليل النفسي

يرتكز العلم النفسي النسوي على دراسة ونقد سيغموند فرويد ونظرياته التحليلية النفسية. وفرّقت عالماته بين مصطلحي الجندر و الجنسانية; وعرّفن الجندر على أنه هذه الصفات التي لا تعتمد على الجانب البيولوجي، بل على الجانب الاجتماعي للمرء. وأضفن أن مصدر عدم المساواة الجندرية ينبع من التجارب التي تخوضها الفتيات ويخوضها الصبيان في بداية طفولتهم، والتي تجعل الرجال، فيما بعد، يؤمنون بأنهم ذكور وتجعل النساء تؤمن بأنهن إناث. كما أن الجندر يؤدي إلى خلق نظام اجتماعي يسيطر عليه الرجال، والذي يؤثر على التطور النفسي-الجنساني للمرء. في نهايات القرن العشرين، أثرت مجموعة من النسويات الفرنسيات المتخصصات في التحليل النفسي "للأنوثة" بشكل كبير في النظرية النسوية خاصة، وفي مجال التحليل النفسي والفلسفة عامة. وكان من بين هؤلاء المفكرات: جوليا كريستيفا و لوسي إيريجاري و مود مانوني.

علم الجنس

علم الجنس النسوي هو فرع من فروع علم الجنس، يحلل الجنس من منظور نسوي، ويبحث في تقاطع الجندر و الجنس وعلاقتهما بالحياة الجنسية للنساء. يتوافق علم الجنس النسوي مع الكثير من النظريات الأساسية لعلم الجنس، حيث أنه لا يلزم جنوسية المرأة بطريق محدد أو "حالة طبيعية" معينة، بل فقط يرصد ويسجل الطرق المختلفة والمتنوعة التي تستخدمها المرأة للتعبير على جنسانيتها. كما يدرس كيف تتأثر جنسانية المرأة وتؤثر في النظام الأبوي.

دراسات السينما

تبحث النسويات المتخصصات في الدراسات السينمائية النسوية في عدة مجالات من ضمنها دراسة وظيفة شخصيات النساء في سرد أو نوع معين من الأفلام، كما تحللن تصوير الشخصيات النسائية وعلاقتها بالشخصيات الرجال. وأشارت عدة نسويات، من بينهم لورا مولفي إلى النظرة الذكورية المتفحصة والتي سادت الصناعة السينمائية لأفلام هوليوود الكلاسيكية.

الفلسفة

الفلسفة النسوية هي دراسة ونقد النصوص الفلسفية وأفكارها من منظور نسوي جندري، كما تستخدم المنهجية الفلسفية لدراسة المواضيع التي تخص المرأة. ظهرت الفلسفة النسوية قبل القرن العشرين، لكن لم يُعترف بها كتخصص أكاديمي وفلسفي سوى في ستينات وسبعينات القرن الماضي، أثناء الموجة النسوية الثانية.

تاريخ الفن

بزغ تاريخ الفن النسوي في سبعينات القرن الماضي، منذ نشر المؤرخة الفنية ليندا نوكلين مقالتها لماذا لم تكن هناك فنانات شهيرات في تاريخ الفنون الجميلة؟ (مقال) سنة 1971. في مقالتها، أشارت نوكلين إلى أن الفن نشاط غير مرتبط بـ"إلهام" المرء، بل هو جزء من الكيان الاجتماعي ويتأثر "بالنظم الاجتماعية". وأضافت في تحليلها أن سبب إقصاء المرأة من الفنون الجميلة يرجع إلى تعريفهن الاجتماعي كأعضاء محدودة في المجتمع. كانت هذه المقالة هي البذرة التي ساعدت على بزوغ مجالات متعددة لدراسة الفنون الجميلة وتاريخ النساء الفنانات من منظور نسوي.

العلوم السياسية

تبحث النظرية السياسية النسوية في العلوم السياسية مركزة على المواضيع الجندرية والنسوية على مستوى الدول والمؤسسات. كما تقوم بدراسة النظرية السياسية الحديثة والتي يسيطر عليها الفكر الليبرالي، والتي تدعي عدم أهمية الجندر والهويات المختلفة.

الفقه القانوني

تأسس الفقه القانوني النسوي على المنظور النسوي الذي يرى أن معاملة القانون للمرأة هي معاملة غير عادلة مقارنة بالرجل، وأساس تبعية المرأة على مر التاريخ. يكمن هدف الفقه القانوني النسوي، كما عرفته المفكرة القانونية كلار دالتون، في بحث وفهم التجربة النسائية، ودراسة إذا كان القانون والمؤسسات تستخدم لمعارضة المرأة، والبحث في أساليب التغيير. يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال دراسة العلاقة بين القانون و النوع الاجتماعي وأيضًا عن طريق تطبيق التحليل النسوي لمناطق محددة في القانون.

التاريخ

يشير التاريخ النسوي إلى إعادة قراءة وتفسير التاريخ من منظور نسوي. ويكمن هدف التاريخ النسوي في دارسة وبحث وجهة النظر النسائية من خلال إعادة اكتشاف النساء الكاتبات والفنانات والفيلسوفات، لإلقاء الضوء على أهمية صوت النساء واختياراتهن في الماضي. ويختلف هذا المصطلح عن مصطلح تاريخ الحركة النسوية، والذي يدرس معالم نشأة وتطور الحركة النسوية. كما يختلف هذا المصطلح أيضًا عن مصطلح تاريخ النساء والذي يركز على دراسة دور النساء في مجريات التاريخ.

الدراسات الدينية

تتقاطع النسوية مع الدراسات الدينية في أكثر من ديانة، حيث أعادت العديدات من المنظرات النسويات النظر في الأديان من منظور نسوي. ومن هاتي من كونّ تيار النسوية الإسلامية، ومنهن من أعدن ترجمة الكتاب المقدس من العبرية واليونانية إلى الإنجليزية حيث وجدن أن ترجمات الكتاب المقدس الموجودة كلها تتحيز ضد النساء من حيث كونها موجهة دائمًا للرجال وتذكّر الإله (تخاطبه كونه ذكرًا).

مراجع

مصادر