عذرية
عذرية(أيضا: بكارة) حالة تُطلق على الشخص الذي لم يقم بأي علاقة جنسية؛ إلا أنه لا يوجد للمصطلح دلالة واحدة حيث يختلف تفسير معني علاقة جنسية. فيعرف البعض العذرية أنها حالة تُطلق على الشخص الذي لم يقم بأي علاقة جنسية من أي نوع، ويعد ممارسة الجنس الفموي في هذه الحالة فقدانًا للعذرية.ويعرفها آخرون على أنها عدم ممارسة أي نوع من الإيلاج، سواء كان إيلاج مهبلي أو شرجي أو فموي. ويرى البعض الآخر أن العذرية هي عدم ممارسة إيلاج قضيب الذكر تحديدًا في مهبل الأنثى. ومع أن العذرية هي حالة تصف كل من الرجل والمرأة، إلا أنها ثقافيًا ودلاليًا باللغة العربية مرتبطة بالمرأة فقط. وتضع العديد من المفاهيم الثقافية والدينية، قيمة وقدسية لهذه الحالة، وتحديدًا لعذرية الفتاة، مما جعلها ترتبط بمفاهيم مثل الشرف وخرافات حول طبيعة غشاء البكارة. (بالإنجليزية: Virginity)
تعريفات العذرية
يوجد تأويلات عديدة لمعنى فقدان العذرية، من بينها التأويل النمطي السائد في العديد من المجتمعات، والذي يشير إلى أن فقدان العذرية يكون فقط من خلال إيلاج قضيب الذكر في مِهبل الأنثى، وخروج الدماء من المِهبل [1] سواء كان ذلك برضى المرأة أو اغتصابًا. ولكن تختلف المعارف الطبية والآراء حول هذا التعريف الذكوري ومعيارية للغيرية الجنسية، لتمحوره حول قضيب الذكر ولتكريسه لمفاهيم وأساطير طبية مغلوطة حول مفهوم الشرف وطبيعة غشاء البكارة.
فيعرف البعض العذرية أنها حالة تُطلق على الشخص الذي لم يقم بأي علاقة جنسية من أي نوع، وبالتالي فتعتبر بعض المثليات أنفسهن غير عذراوات عند ممارستهن الجنس الفموي. ويعرفها آخرون على أنها عدم ممارسة أي نوع من الإيلاج، سواء كان إيلاج مهبلي أو شرجي أو فموي سواء بالفضيب أو الأصابع أو الألعاب الجنسية في العلاقات الجنسية المثلية أو الغيرية. تتعمق هان بلانك في كتابها Virgin: the Untouched History العذرية: تاريخ غير ملموس حول اختلاف مفهوم العذرية في المجتمعات في أوقات مختلفة وتشير إلى استخدام الإغريق مصطلحات عديدة لمفهوم العذرية يتنوع معناها بين المجازي والمجرّد والمادي. وترجع هان دور غشاء البكارة وارتباط العذرية بالإيلاج الغيري (إيلاج قضيب الذكر في مهبل الأنثى) إلى القرن السادس عشر تأثرًا بالمجال الطبي.
ولا يحدد غشاء البكارة عذرية النساء من عدمها، فيختلف الغشاء من امرأة إلى أخرى فيمكن أن يكون غشاء مطاطي أو رقيق أو صلب، أو حتى غير موجود تمامًا. وقد يتسبب الإيلاج المهبلي لأول مرة في نزييف خفيف للنساء في حالة تمدد الغشاء، وقد يتسبب الإيلاج الشرجي أيضًا بنزيف طفيف في حالة تمزق النسيج الشمنري للقناة. ولا يتغير الجسد بيولوجيًا بعد ممارسة الجنس أول مرة؛ إلا أن الأشخاص تختبر تغيرات نفسية مؤقتة مرتبطة بالاسثارة الجنسية مثل تورم مهبلي أو انتصاب القضيب أو سرعة في التنقس أو التعرق أو إحمرار في الجلد. وعكس المعتقدات السائدة فممارسة الإيلاج لأول مرة لا يجب أن تسبب ألمًا للنساء، إلا أنها قد تسبب شعورًا بعدم الراحة بسبب الاحتكاك الناتج عن الإيلاج وبالتالي لا تصل العديد من النساء إلى النشوة الجنسية خلال أول إيلاج. وقد يرجع الشعور بالألم إلى نقص الإفرازات المهبلية أثناء الجماع وقد يساعد المزيد من المداعبات الجنسية أو استخدام المزلقات الدهنية في هذه الحالة. أما إذا كان الشعور بالألم متكرر عند الإيلاج فقد تكون حالة طبية مثل الانتباذ البطاني الرحمي تطلب زيارة الطبيب/ة. وقد تختلف تجربة ممارسة الجنس أول مرة عن المرات التالية، فتعتمد العلاقات الجنسية على أكثر من جانب من بينها الطرف أو الأطراف الأخرى في العلاقة والحالة النفسية والرغبة وقدر الشعور بالراحة والتجربة. [2]
دلالة عذرية النساء ثقافيًا
تضع العديد من المجتمعات أهمية كبيرة لعذرية المرأة، وتنعكس هذه الأهمية في إرتباط المصطلع دلاليًا بالمرأة فقط. كما يرتبط بمفاهيم مثل النقاء والشرف، فيُرى فقدان المرأة عذريتها على أنه حدث ينتج عنه فقدان المرأة "براءتها" و "نقائها.
كما ترتبط عذرية المرأة بمفهوم "الشرف"، في كثير من المجتمعات، خاصة الشرقية. وأنتج هذا المفهوم جريمة منديل الشرف، والذي يرى على أنه دليلًا على عذرية الفتاة ليلة زواجها. وبالرغم من تأكيد الطب بأن عدم خروج الدم بعد أول إتصال جنسي ليس دليلًا على عدم عذرية الفتاة، حيث تختلف طبيعة غشاء البكارة بين النساء، إلا أن العديد من النساء تتعرضن للقتل تحت مسمى جريمة الشرف، إذا لم تثبت عذريتها عن طريق المنديل. ورغم أن هذه العادة توقفت في مناطق كثيرة، فإنها لا تزال مستمرة حتى اليوم.
حديثًا تطورت جريمة منديل الشرف ونشأ شكل آخر من أشكال العنف الجنسي، وهي كشف العذرية، الذي قد يطلبه الرجل أو أهله من المرأة قبل الزواج للتأكد من عذريتها. كما قد تستخدمها الدولة ورجال الأمن كما حدث في قضية كشوف العذرية العسكرية للمتظاهرات بميدان التحرير 2011 و مطالبة النائب إلهامي عجينة إجراء كشوف عذرية للطالبات المتقدمات لدخول الجامعة. [3]
العذرية والاغتصاب
يجادل العديد أن الاغتصاب لا يفقد الناجية عذريتها، فالعلاقة الجنسية لا تكون سوى برضائية الطرفين وفقدان العذرية هو "حالة" قائمة نتيجة التقارب الإنساني، وليست "فعل" جسدي بحت.
عذرية المرأة في القانون
في تعريف مركز دعم لبنان لغشاء البكارة أشار إلى أن عذرية المرأة تعد عامل أساسي في بعض التشريعات إلى الحد من قدرة الناجيات من الاغتصاب على إثبات الجريمة أو إلى أخذها على محمل الجد، وأضاف:
على سبيل المثال، يفرّق قانون العقوبات اللبناني بين النساء الناجيات من الاغتصاب وعقوبة مغتصيبهن على أساس عذريتهن. ووفقا للمادة 512 ،ينال الرجل الذي يغتصب امرأة عذراء عقوبة أشد من ذاك الذي يغتصب امرأة غير عذراء. ومن أجل أن تحدد المحاكم وضع الناجية العذري عند تطبيق أحكام هذه المادة، فإنها عادة ما تطلب أو تشترط إجراء اختبارات طبية للتحقق من العذرية، غير معتمدة على شهادة الناجية. وهنالك مواد أخرى، كالمادة 518 التي تتناول الاغتصاب عن طريق الخداع (الوعد الكاذب بالزواج الذي هو بمثابة انعدام الموافقة)، تربط بشكل واضح إثبات العذرية باعتراف الرجل بأنه بالفعل خدع امرأة عذراء واستدرجها إلى ممارسة الجنس بقطعه وعدا كاذبا بالزواج، ولا تربط هذا الإثبات بإفادة المرأة.[4]
أعمال فنية تناولت قضية العذرية
تناول فيلم أخضر يابس (2017) قضية عذرية النساء؛
طالعوا كذلك
مراجع
- Paige Averett, Amy Moore & Lindsay Price Virginity Definitions and Meaning Among the LGBT Community, 2014
- Virginity, planned parenthood