عنف أسري

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شريطة أرجوانية لدعم التوعية حول العنف الأسري

عنف أسري أو عنف منزلي (بالإنجليزية: Domestic violence) هو العنف الذي يوجهه إحدى الأشخاص إلى أفراد أسرته. ويتضمن العنف في العلاقات الحميمية بين الزوج وزوجته، أو بين الزوج وطليقته، كما يتضمن العنف ضد الأطفال أو القصر داخل الأسرة. يمكن للعنف الأسري أن يكون عنف جسدي أو شفهي أو نفسي أو جنسي أو ديني. وتختلف طبيعة هذا العنف، فيمكن أن يكون عنف لفظي الإساءة أو تهديد بالعنف أو المطاردة، أو أن يصل إلى العنف الجسدي مثل الضرب و الاغتصاب الزوجي أو ختان الإناث و جرائم الشرف، وتصل بعض الحالات إلى التسبب في قتل الضحية.

عالميًا أغلب ضحايا العنف الأسري هم من النساء. وتبرر بعض المجتمعات هذا العنف، خصوصًا في حالات خيانة الزوجة، فعليًا أو بمجرد الشك. وتؤكد بعض الأبحاث أن هناك علاقة مباشرة بين مقدار المساواة الجنسية ومعدلات العنف الأسرية في المجتمعات. [1] ويعتبر العنف الأسري من أكثر الجرائم التي لا يتم التبليغ عنها من قبل النساء أو الرجال، على مستوى العالم، لإعتقاد الكثير من الناس أن العنف الأسري مقبول به ومبرر، ويندرج تحت مفهوم "المشاكل الأسرية".

تعريف المصطلح

كان "العنف الأسري" يُعرّف على انه يتضمن العنف الجسدي مثل، إيذاء الزوجة وضربها. لكن لاحقًا توسعت دائرة المفاهيم التي تندرج تحت العنف الأسري، لتشمل كل أنواع العنف بين المتزوجون والغير متزوجون، وفي العلاقات المثلية كذلك. الآن يُعرّف العنف الأسري على أنه "كل أنواع العنف الجسدية و الجنسية و النفسية و الاقتصادية." والتي يمكن أن يقترفها أحد أفراد الأسرة أو الشريك الحميم.[2]

عادة يُستخدم مصطلح عنف الشريك الحميم أو الزوجي بشكل مرادف مع العنف الأسري، ولكنه يشير تحديدًا إلى العنف في العلاقات الحميمية. وتعتبر منظمة الصحة العالمية (WHO) السلوك المتحكم كنوع من أنواع الإيذاء الزوجي.

في عام 1993، عرّف إعلان القضاء على العنف ضد المرأة للأمم المتحدة "العنف الأسري" على انه:

العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي يحدث بين أفراد الأسرة، ويشمل الضرب، والإيذاء الجنسي للفتيات، والعنف بسبب مهر الزوج، و الاغتصاب الزوجي، و ختان الإناث وكل الأفعال الضارة ضد المرأة، والعنف ضد الرفيقة، والاستغلال.

كما يُعرف "صندوق الأمم المتحدة للسكان، بلبنان" العنف الأسري بصفته:

الإساءة المتعمدة بين أشخاص تربطهم علاقات ضمن حدود العائلة الواحدة أو يؤدون وظيفة الأسرة ويحاولون كسب السلطة والسيطرة على الضحية. على سبيل المثال، [[عنف زوجي | العنف بين الزوجين أو الشريكين الحميمين، أو بين الآباء والأطفال، أو الأشقاء، أو الحموات والكنائن. قد يضم العنف الأسري عنف جسدي أو جنسي أو اقتصادي ... كما يمكن أن يتضمن العنف الأسري العنف الذي قد يطال العاملات بالمنزل[3].

أشكال العنف الأسري

عنف جسدي

يتضمن العنف الجسدي أي إيذاء يترتب عليه أي ألم جسدي أو إصابة جسدية. يمكن للعنف الجسدي أن يكون مصاحب لأنواع أخرى من السلوك العنيف، مثل التهديد أو التخويف والحد من حرية الإرادة للضحية، من خلال عزلها والحد من حريتها والتلاعب بها. كما يعتبر المنع من تناول الأدوية، والحرمان من النوم وتناول الأدوية والكحوليات قسريًا، أنواع أخرى من العنف الجسدي. في البداية، لم يكن يعتبر "الخنق" إحدى أنواع العنف الجسدي، لعدم وجود دليل جسدي عليه، وغياب الوعي الاجتماعي والطبي لخطورته وكيفية التعامل معه، لكن في السنوات الأخيرة الماضية، أعتبر الخنق، قانونيًا، إحدى أنواع العنف الجسدي.

تعتبر اعتداءات رش الحمض من أكثر أنواع العنف الجسدي خطورة، وتنتشر هذه الجريمة خاصة في جنوب آسيا، ويستخدمها المجرم لأسباب عديدة، مثل الإنتقام عند رفض المرأة عرض زواجه. كما أن حرق العروس أو قتلها بسبب المهر، هي أحدى أشكال العنف الجسدي المنتشرة في جنوب آسيا، خاصة في الهند، حيث تقتل المرأة على يد زوجها أو عائلة زوجها نتيجة لإستياءهم من قدر المهر الذي قدمته عائلتها.

وفي الشرق الأوسط وعدة مناطق أخرى، تحدث جرائم الشرف لعدة أسباب، من بينها تعرض الفتاة للاغتصاب أو الشك في ممارستها للجنس خارج مؤسسة الزواج، بدعوى جلب الضحية العار لأسرتها ومجتمعها. وأشارت منظمة "هيومن رايتس واتش" أن جرائم الشرف ضد المرأة عادة ما تحدث نتيجة لرفضهم القبول بزواج مدبر أو نتيجة لكونها ضحية اعتداء جنسي أو عند رغبتها للزواج أو عند الشك في ارتكابها للزنا. ونتيجة لهوس بعض هذه المجتمعات بعذورية المرأة، تتعرض المرأة لعنف شديد يصل إلى اتكاب جريمة شرف إذا لم يصاحب تمزق غشاء البكارة نزول الدم، ليلة زفافها.

يمكن للعنف الجسدي أن يستمر أثناء الحمل، مما يترتب عليه آثار سلبية على صحة المرأة والجنين. وفي بعض الحالات، يقف الحمل عائقًا أمام المجرم، لرغبته في الحفاظ على صحة الطفل، ولذا يزداد معدل العنف الجسدي ضد المرأة بعد الولادة.

عنف جنسي

تُعرِف "منظمة الصحة العالمية" العنف الجنسي على انه، أي فعل أو تعليق أو دعوة جنسية غير مرغوب فيها توجه لشخص ما، مثل التحرش الجنسي و الاغتصاب أو أي نوع من أنواع الاعتداءات الجنسية. كما يتضمن أنواع أخرى تخص جنسانية المرأة مثل، كشف العذرية و ختان الإناث. كما يعتبر الإنجاب القسري نوع من أنواع العنف الجنسي، ويتضمن أي أفعال تؤدي إلى حمل المرأة أو منعها من الحمل ضد رغبتها، أو أي أفعال أو تهديدات بغرض الضغط على المرأة لتغيير رأيها حول الإنجاب. غالبًا ما يرتبط الأنجاب القسري بالجنس القسري.

ويعتبر الاغتصاب الزوجي أحدى أكثر انواع العنف الأسري التي لا يهتم بها القانون في عدة بلدان كما لا يتم الإبلاغ عليها من قبل الضحية، ويرجع ذلك للإيمان الجماعي في عدة مجتمعات بأن الزواج يعني موافقة المرأة على ممارسة الجنس مع زوجها في أي وقت أو مكان مناسب له، بدون الحاجة إلى معرفة رغبتها أو حالتها النفسية والجسدية لذلك. ففي لبنان على سبيل المثال، عندما كان يتم مناقشة تفعيل قانون ضد الاغتصاب الزوجي، اعترض أحد القضاة السنيين قائلًا أن هذا القانون قد يؤدي إلى حبس رجل لم يفعل شيئًا غير حصوله على أقل "حقوقه الزوجية". [4] وتسعى الناشطات النسويات منذ ستينات القرن الماضي إلى تجريم الاغتصاب الزوجي عالميًا، وفي 2006، أشارت دراسة للأمم المتحدة أن الاغتصاب الزوجي أصبح جريمة قانونيًا في 104 دولة على الأقل.[5]

كما يتضمن العنف الجنسي أي أفعال توجه إلى شخص غير قادر على فهم طبية هذا الفعل، أو غير قادر على الرفض أو على أن يعبر عن رفضه، بسبب كونه/ها قاصر/ة أو مريض/ة أو ذي إحتياجات خاصة أو تحت تأثير الكحول أو المخدرات.

عنف نفسي

العنف النفسي أو العاطفي هو نمط من السلوك بهدف تهديد أو إخافة أو تقليل من إنسانية شخص آخر و شعوره بقيمة نفسه. يضم العنف النفسي: التحكم في الضحية وعزلها عن الآخرين، والنقد المتعنت والتقليل من قدر الضحية وتعقبها لإخافتها.

عنف إقتصادي

العنف الإقتصادي هو نوع من أنواع العنف الذي يحدث عندما يقيد ويتحكم الزوج في قدر حصول زوجته على الموارد الإقتصادية. فيضم العنف الإقتصادي منع الزوجة من الدراسة أو العمل والحصول على إستقلالها الإقتصادي، وبالتالي يزداد إعتمادها على شريكها. كما يعد إجبار الضحية على توقيع ورق لبيع ممتلكتها أو تغيير وصيتها شكل من أشكال العنف الإقتصادي.

عنف إلكتروني

وهو فرض أحد أعضاء الأسرة الذكور (كالزوج أو الأب أو الأخ) وفي بعض الأحيان الإناث، (كالأم أو العمّة)، قيود على استخدام ووصول إحدى فتيات أو نساء الأسرة للإنترنت، مما يمنعهم من التواصل أو الوصول إلى المعلومات بحرية. ويعد حق استخدام الإنترنت والوصول إلى المعلومات دون قيود هو أحد حقوق الإنسان المشروعة عالميًا.[6] ويشمل العنف الإلكتروني أيضًا التتبع الإلكتروني وإختراق خصوصيات أفراد الأسرة الإناث.


مراجع

مصادر