وثيقة:النسوية الكويرية السوداء

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

نحو وعي نسوي.jpg
ورقة بحثية
العنوان النسوية الكويرية السوداء
تأليف مكة جميلة سوليفان
تحرير غير معيّن
المصدر نحو وعي نسوي
اللغة العربية
تاريخ النشر 09-03-2021
مسار الاسترجاع https://feministconsciousnessrevolution.wordpress.com/2021/03/09/النسوية-الكويرية-السوداء/
تاريخ الاسترجاع 18-03-2022
نسخة أرشيفية https://archive.ph/8z1vf
ترجمة روني فيتاليا
لغة الأصل الإنجليزية
العنوان الأصلي Black Queer Feminism
تاريخ نشر الأصل 31-05-2019

نشرت المقالة الأصلية في موقع oxfordaasc.com



قد توجد وثائق أخرى مصدرها نحو وعي نسوي



النسوية الكويرية السوداء هي مجموعة من النظريات للتفكير والتعبير والعمل السياسي التي تنتقد هياكل العنصرية والتمييز على أساس الجنس، والمعيارية الغيرية، والطبقية، والعديد من أشكال الاضطهاد الأخرى. ويوسع مصطلح “النسوية السوداء الكويرية” الأنماط الحالية للنسوية والنشاط الكويري من قبل ومن أجل (المثليات، والمثليين، ومزدوجي الميول الجنسي، والعابرين/العابرات، والكوير، ومزدوجي الجنس، واللاجنسين، بالإضافة إلى كل من يعاني من القمع الهيكلي بناءً على الجنسانية والجندر) من خلال إبراز الروابط بين الاضطهاد العرقي والجنساني. كما أنها تتوسع في بعض المفاهيم الشائعة لـ “النسوية السوداء” من خلال وضع الأصوات والحياة السياسية للكوير السود وأفراد مجتمع الميم في مركز الحركات النسائية السوداء في الماضي والحاضر.

إحدى الطرق الرئيسية التي تصنع بها الحركة النسوية السوداء هذه الانتقادات هي من خلال النهج ” التقاطعي” وهو إطار لفهم العالم السياسي والاجتماعي الذي يركز على عدم الفصل بين الهياكل القمعية مثل العنصرية والتمييز على أساس الجندر والطبقة والقمع الغيري ورهاب المثلية الجنسية. تمت صياغة مصطلح “التقاطعية” لأول مرة في عام 1989 من قبل الباحثة القانونية كيمبرلي كرينشو لوصف التأثيرات المتزامنة للعنصرية والتمييز الجنسي تجاه النساء السود، ومع ذلك فإن تجربة أشكال متعددة ومترابطة من الاضطهاد كانت مصدر تركيز رئيسي في كتابات النساء السود منذ القرن التاسع عشر، إن لم يكن قبل ذلك. باتريشيا هيل كولينز، وأنجيلا ديفيس، وأكاشا غلوريا هال، وبيل هوكس من بين عدد من الأكاديميات البارزات اللواتي رسمن نماذج نسوية سوداء قوية لكتابات النساء السود في بدايات القرن العشرين.

وتحديداً منذ السبعينيات وما بعدها، شددت العديد من الكاتبات والناشطات السود على ارتباط الجنسانية – مع العرق والجندر والطبقة – في انتقاداتهن للقمع البنيوي. طُور أحد أهم الأمثلة على مثل هذا التحليل من قبل مجموعة نهر كومباهي، وهي مجموعة من الكتاب والناشطات النسويات السود منهن باربرا سميث وبيفرلي سميث وديميتا فريزر، والتي أصدرت في عام 1977 “بيانًا نسويًا أسود” (يشار إليه غالبًا باسم “بيان تجمع نهر كومباهي” لتعريف ولفت الانتباه إلى “الاضطهاد المتعدد والمتقاطع الذي تواجهه جميع النساء السود والملونات” (مجموعة نهر كومباهي، 1977 ، ص 210).

ومن خلال الكتابة كمجموعة من “النسويات والمثليات” صرح التجمع بأنهن “ملتزمات بمناهضة الاضطهاد العنصري والجنسي والغيراني والطبقي ونرى أن مهمتنا الخاصة هي تطوير تحليل وممارسة قائمة على حقيقة أن أنظمة الاضطهاد الرئيسية متشابكة. ( مجموعة نهر كومباهي, 1977, ص 210,213 ). يوضح هذا البيان نهجًا سياسيًا نسويًا أسودًا يركز على الترابط بين هياكل السلطة العنصرية والمتحيزة جنسانياً والطبقية والهوموفوبيا، قبل فترة طويلة من ظهور مصطلحات مثل “التقاطعية” “والكويرية” في الخطاب الشعبي والأكاديمي.

تعمل النسوية السوداء الكويرية على توسيع هذا المنظور من خلال لفت الانتباه إلى الروابط بين العنصرية والتمييز الجنسي والمعيارية الغيرية، والتي تعمل في العديد من المجتمعات الناشطة وتحرك العديد من المجالات الأكاديمية. تجادل الحركة النسوية الكويرية السوداء بأن العمل النسوي الفعال يتطلب نقدًا نشطًا للعنصرية، ومناهضة السواد، والمعيارية الغيرية، ورهاب المثلية، والطبقية، وهياكل السلطة الأخرى المترابطة. كما تشدد على الطرق التي يكون فيها العمل المناهض للكويرية أمرًا حاسمًا للنسوية السوداء، وكيف أن العمل المناهض للعنصرية هو أمر حاسم لكل نشاط فعال للحركة الكويرية. تستدعي النسوية السوداء الكويرية الانتباه أيضًا إلى وجود أصوات كويرية سوداء في المعارك ضد العديد من هياكل السلطة المرتبطة بما في ذلك الطبقية، والقدراتية، ورهاب العابرين والعابرات جنسياً، والشيخوخة، وكراهية الأجانب، ورهاب السمنة، والمركزية-الأوروبية، والاستعمار، والقمع بناءً على اللغة، وغيرها الكثير.

مواقع عمل النسوية السوداء الكويرية

بسبب تركيزه الواسع، فإن التحليل النسوي الأسود الكويري يحدث في العديد من المساحات الفكرية والجغرافية. تنظر العديد من النسويات الكويريات السود إلى عملهن على أنه عابر للحدود بطبيعته، ويحافظن على التركيز المستمر على كيفية تأثير الاستعمار والاستعمار الجديد على المجتمعات الكويرية والنسوية في جميع أنحاء الشتات الأفريقي. بالإضافة إلى ذلك، بسبب تركيزها على كل من التحليل والممارسة، فإن عمل النسوية الكويرية السوداء – مثل عمل النسوية السوداء – يحدث في العديد من المواقع الفكرية والثقافية النشاطية داخل وخارج الأوساط الأكاديمية.

تشمل الأصوات التأسيسية في الخطاب النسوي الأسود الكويري في أواخر القرن العشرين ناشطات وأكاديميات مثل باربرا سميث وبيفرلي سميث وديميتا فرايزر (مؤلفات البيان الجماعي لنهر كومباهي) وشاعرات وروائيات وكاتبات مثل أودري لورد وجون جوردان وشيريل كلارك وتوني كيد بامبارا وأليس ووكر وبات باركر وجويل جوميز ؛ ومفكرات مثل كاثي كوهين، وجاكي ألكساندر، واهنيما لوبيانو، وإيفلين هاموندز، وماي جي هندرسون، وغلوريا ويكر، وأخريات. تشغل العديد من هذه الشخصيات حيزاً كبيراً من المساحات الاكاديمية والناشطة، مما يساهم في تطوير الخطابات الإبداعية والأكاديمية والناشطية، وهو غالبًا ما ينزع الحدود بينها للوصول إلى جماهير متعددة وتقديم قراءات أكثر دقة حول السلطة.

سيكون من غير الدقة ومن المفارقة التاريخية أن نطلق على كل هذه الشخصيات اسم “النسويات الكويريات السود”، حتى لو كان عملهن أساسًا للخطاب النسوي الأسود المثلي المعاصر. مصطلحات “أسود” و “كوير” و”نسوية” هي مصطلحات محددة تاريخيًا وجغرافيًا واجتماعيًا والتي تعني أشياء مختلفة اعتمادًا على الزمان والمكان. وعلى سبيل المثال حتى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي حمل مصطلح “كوير” دلالات عنيفة وتحقيرية إلى حد كبير في معظم الأماكن في الولايات المتحدة، ولا يزال يحمل مثل هذه الدلالات في العديد من السياقات هناك وفي أماكن أخرى من العالم. تستخدم العديد من الشخصيات المذكورة هنا مصطلحات “كوير” أو “مثلية الجنس” أو “ثنائية الميول الجنسية” أو غيرها من المصطلحات لوصف هوياتهمن أو ميولهمن الجنسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الشخصيات التي تقدم مساهمات رئيسية في الخطاب النسوي الأسود. تجد مصطلحات مثل “النسوية العابرة ” أو “النسوية الكويرية” (على سبيل المثال) أكثر فائدة في وصف عملهمن، لأن هذين المصطلحين يبرزان التركيز على هذه التجارب الخاصة بالجنسانية ونقد محو هذه التجارب في الخطابات النسوية الأخرى.

كإطار نظري تهدف النسوية الكويرية السوداء إلى معالجة هذا النوع من الطمس. وتتبنى العديد من النسويات الكويريات السود نماذج متقاطعة من “الكويرية” مثل تلك التي تدعو إليها الباحثة كاثي كوهين في مقالها عام 1997 بعنوان “الأشرار، والبولداغرز، وملكات الرفاه: الإمكانات الراديكالية للسياسة الكويرية؟” في هذا المقال تتحدى كوهين فشل النشطاء الكوير البيض في تركيز العرق والجندر والطبقة في سياساتهمن. وتجادل أنه “بالنسبة للكثيرين منا، ترمز تسمية” كوير” إلى الاعتراف بأنه من خلال وجودنا وبقائنا اليومي، فإننا نجسد مقاومة مستمرة ومتعددة للأنظمة القائمة على التراكيب السائدة للعرق والجندر التي تسعى إلى تطبيع حياتنا الجنسية، واستغلال عملنا، وتقييد رؤيتنا “(كوهين، 1997 ، ص 440)”. كما تدعو كوهين إلى اتباع نهج سياسي وتحليلي كويري يركز على الاضطهاد العرقي والجنساني والطبقي للعديد من الأشخاص الكوير – على سبيل المثال، النساء الكويريات السود – ويعترف بكيفية عمل المعيارية الغيرية ورهاب المثلية جنبًا إلى جنب مع العنصرية والتمييز على أساس الجنس والطبقية واستغلال قوى الانتاج داخل وخارج المجتمعات الكويرية. ساد هذا المنظور عن الكويرية في العديد من مجالات الدراسات الكويرية السوداء وأثر فيها، وهو مجال وثيق الصلة بجذوره في النسوية السوداء.

وحتى قبل ظهور النقاشات حول معنى الكويرية، رسمت الكاتبات السوداوات أطرًا سياسية تركز على الجنسانية في انتقاداتهن المناهضة للعنصرية والتحيز الجنسي. في قصتها القصيرة “coming Apart “ عام 1979، صاغت أليس والكر مصطلح “مرأوية” (الذي طورته في عملها بحثًا عن حدائق أمهاتنا) لوصف ممارسة نسوية سوداء تركز على الحب “الجنسي وغير الجنسي” بين النساء، وكذلك تقدير التعبير الإبداعي للمرأة السوداء، والمتعة، والروحانية، والعالم الطبيعي. مصطلح “مرأوية” تم تناوله لاحقًا في مجالات أخرى، وخاصة في اللاهوت، وظهر منذ ذلك الحين في العديد من المجالات، مما أدى إلى نشر The Womanist Reader: The First Quarter Century of Womanist Thought الذي حررته ليلي فيليبس (2006). يصف بعض الكتاب الذين يساهمون في الخطاب النسوي الأسود الكويري عملهم بأنه “مرأوي”، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن كلمة “مرأوية” نفسها تخلق مساحة خارج السياسة التي تركز على البيض وعلى المعيارية الغيرية والتي يمكن أن يستند عليها مصطلح “النسوية”.

وبالنسبة للعديد من الباحثات والكاتبات والناشطات المعاصرات، فإن مصطلح “النسوية السوداء الكويرية” هو في حد ذاته عمل سياسي. واستخدمت العديد من الباحثات مثل لورا ألكسندرا هاريس، وأليكسيس بولين جومبس ، وجاني إي بونسو، وتشارلين كاروثرز، وميل ميشيل لويس، ومكة جميلة سوليفان، وأخريات، هذا المصطلح صراحة لمعالجة طمس الأصوات الكويرية من العديد من الخطابات والدعوة إلى المزيد من التقاطعية في مجالات الدراسات النسوية، والكويرية، ودراسات السود. كما أن مقاربة النظرية والسياسة من منظور نسوي كويري وأسود على وجه التحديد يؤكد الطرق التي اعتمدت بها الدراسات الكويرية والنسوية ودراسات السود التنظيرية على النسوية السوداء، وكيف أن النسوية السوداء لطالما كانت كويرية.

اتجاهات القرن الحادي والعشرين للنسوية الكويرية السوداء

في القرن الحادي والعشرين، استخدمت النسويات الكويريات السود هذا النهج لتقديم نقد متعدد المواقع للسلطة يتضمن مناهضة الاستعمار، ومناهضة رهاب العابرين والعابرات جنسياً، ومناهضة التمييز القدراتي، وأشكال أخرى من الفكر والعمل المناهض للقمع. قامت حكيمة عباس، وسكاري إيكين، وزيتو ماتابيني، والناشطة البصرية زانيلي موهولي، وأخريات بتوسيع المجال بشكل كبير من خلال تركيز السياسات والتعبير النسوي الكويري في العديد من الدول الأفريقية، مع مساهمة رئيسية وهي نشر “القارئ الافريقي الكويري” من تحرير حكيمة عباس وسكاري إكين (2013). وبالمثل، قامت باحثات وكاتبات بما في ذلك ألكساندر وأوميسيكي، تينسلي وروزاموند، كينج وتوماس جلاف، وآخرين بإبراز النظريات النسوية الكاريبية، لا سيما مع نشر كتاب Our Caribbean: A Gathering of Lesbian and Gay Writing from the Antilles, edited by Thomas Glave (2008). وقامت باحثات وناشطات عابرات سود، بما في ذلك جانيت موك، وسي رايلي سنورتون، وفيكتور موكاسا، ولي موكوبي، ومات ريتشاردسون، وكاي م. بنقل الخطاب النسوي الكويري الأسود للأمام من خلال مركزة تجارب النساء العابرات السود، وبالدعوة لمناهضة الترانسفوبيا في الخطابات والممارسات داخل المساحات النسوية والكويرية السوداء.

وبشكل مشابه وسعت الدراسات النسوية الكويرية والقدراتية السوداء الحقل بطرق حاسمة. فقد دفع العلماء والكتاب والنشطاء بما في ذلك تيري بيكينز وسامي شالك وإدي ندوبو وآخرين هذه الحقول لنقد الهيمنة القدراتية، من خلال تبيين هيمنة تجسيد المعيارية الجسدية، ولتركيز الاختلافات في القدرة في تحليلاتهم حول السلطة.

لقد فتح القرن الحادي والعشرون أيضًا فضاءات جديدة للمشاركة السياسية النسوية السوداء الكويرية في المجال الرقمي وما بعده. ففي عام 2013 شاركت أليسيا جارزا وباتريس كولورز و أوبال توميتي في إنشاء حركة #حياة_السود_مهمة لتقديم نموذج لتحرر السود يؤكد أهمية حياة الأشخاص “الكوير، والعابرين والعابرات جنسياً، والأشخاص ذوي الإعاقة، والأشخاص السود غير الموثقين، والأشخاص الذين لديهم سجلات عدلية، والنساء وجميع السود الذين يعيشون على طول الطيف الجنساني “. ومنذ ذلك الوقت، قامت كوهين وكاروثرز ومنظمات مثل “مشروع الشباب السود المئة “وغيرهمن بتوسيع هذا العمل لتطوير أنماط نسوية سوداء صريحة للنضال والعدالة الاجتماعية. تنضم هذه التطورات إلى عمل العديد من المدونين والمدونات والفنانين والفنانات في المجال الرقمي والمعلمين والمعلمات والناشطين والناشطات، وجميعهمن يوسعون التاريخ الحاسم للنشر النسوي الأسود في أواخر القرن العشرين إلى المجال الرقمي مع التركيز على النسوية الكويرية السوداء.

تُظهر هذه الحركات أنه مثلما تتعدد اهتمامات النسوية الكويرية السوداء وتتشابك، كذلك هي أنماط مشاركتها. تشغل النسوية السوداء الكويرية العديد من المساحات، وتتخذ نموذجًا نسويًا أسود من الكويرية لتركيز العديد من تجارب السلطة المتصلة، وتتحدث بتحدٍ إلى مجتمعات متعددة ومن أجلها في وقت واحد.