نسوية بيئية

من ويكي الجندر
(بالتحويل من النسوية البيئية)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

النسوية البيئية (أيضا: نسوية إيكولوجية) نظرية و حركة نسوية تركز على العلاقة بين النسوية والقضايا البيئية وتقاطعات أهدافها وتشابه أشكال القهر الناتجة عن النظم الأبوية و الرأسمالية على النساء والطبيعة والحيوانات. استخدمت النسوية الفرنسية فرانسواز دوبون المصطلح أول مرة سنة 1974. (بالإنجليزية: Ecofeminism و بالإنجليزية: Feminist Environmental Philosophy)


تاريخ تطور النظرية

تقوم بعض مدارس النسوية البيئية، منها النسوية البيئية الاشتراكية والنسوية البيئية الروحانية، على تحليل تاريخي للأيديولوجيا مفاده أن اضطهاد الطبيعة والنساء ترافق مع نشأة الأبوية، و ترى أن بنية النظام الأبوي تعتمد على ثنائيات ثابتة مقدسة مثل: العقل والجسد، والروح والمادة، والذكر والأنثى، والتحضر والطبيعة، بحيث يتفوق أحد طرفي كل من تلك الثنائيات على الآخر. و من ثمّ يُنتِج هذا التحليل تراتبية لقيمة الكائنات:

الله

الرجال

الأطفال [ النساء

الحيوانات

الطبيعة

وترى عالمة اللاهوت النسوية روزماري رادفورد ريوتر أن اختراع ثنائية الطبيعة والتحضر سمح للثقافة الأبوية بتكريس فكرة تطور الثانية عن الأولى، و من ثمّ فإنه لتحقيقَ التقدُّم لا بدّ من القضاء على الطبيعة. بناًء على هذا التحليل ترى النسويات البيئيات أنَّ الأبوية دمرت علاقة الإنسان بالبيئة ومن بعدها تسببت الرأسمالية في جعل العلاقة قائمة على الاستغلال وسرقة الموارد من أصحابها. لذا تشير النسويات البيئيات إلى أنَّ التحرر النسوي لا يمكن أن يكون دون التحرر من الاستغلال الرأسمالي للبيئة.

وتطرح العديد من النسويات البيئيات وجود وقت قبل التاريخ المكتوب، منذ حوالي 250٬000 سنة، كانت المجتمعات فيه قائمة على التعاون لا التنافس. خلال هذه الفترة، دارت الروحانيات حول عبادة الآلهة الأنثوية على نطاق واسع وكانت النساء أكثر مركزية في المجتمعات البشرية. وتشير عدة مدارس نسوية بيئية، من بينها النسوية الثقافية والاجتماعية والروحانية، إلى إمكانية التعلم من مجتمعات ما قبل الأبوية تلك. وعلى الرغم من أن معظم النسويات البيئيات يرين النظام الأبوي السبب الجذري للسلوك البشري العنيف، تعتقد بعض المفكرات مثل شيليس جليندينغ أن انفصالنا عن الطبيعة يعود إلى حوالي 20٬000 عام، أي إلى الوقت الذي تحول فيه البشر من ثقافة الجمع و الصيد إلى تدجين النباتات والحيوانات.

وتركز نسويات بيئيات أخريات على التحول الإيديولوجي الذي حدث خلال عصر التنوير الأوروبي في القرن الثامن عشر؛ فنجد كارولين مِرشَنت، مؤلفة كتاب موت الطبيعة الذي يعدُّ مدخلا إلى النسوية البيئية، تشير إلى تدمير الثورات العلمية والثقافية التنويرية المعارفَ العضوية التي كانت للنساء وساعدت على حماية الطبيعة لقرون عديدة، وكان أحد مظاهرها مطاردة الساحرات. وترى كارولين أيضًا أن ظهور أيديولوجية علمية وتكنولوجية ورأسمالية مهووسة "بالتقدم" على مدى المئتي سنة الماضية أدت إلى تدمير علاقة الإنسان بالطبيعة واستهدفت عمل النساء، وبالتالي فالبيئة قضية نسوية.


كما تشير جوديث بلانت، مؤلفة النساء والطبيعة إلى استعمال مجتمعات ما قبل الثورة الصناعية استعارات عضوية من أجساد النساء لشرح الذات والمجتمع والطبيعة، ومن خلال تلك الاستعارات يمكننا فهم رؤية المجتمع للأرض على إنها امرأة حية. إلا أن الثورة العلمية للتنوير استبدلت تلك الاستعارات العضوية بأخرى ميكانيكية. فلم يعد الكون يُفهم على أنه كائن حي، بل آلة، وأصبح يُنظر إلى الطبيعة على أنها مورد للاستخدام البشري.

وتطورت نظريات النسوية البيئية بعدها فتشير كارِن وَرِن أن النسوية البيئية فلسفة متكاملة مقاومة لأنظمة الاستبداد ومبنية على مبادئ "التنوع والتضامن والاستدامة والتعاون والتجدد". وتطرح "أخلاقيات النسوية البيئية" كإطار نظري يضم بعض الخصائص:[1]

  • التغير الدائم؛ فهي دوما قيد التطوير.
  • لا تدعم وجود أي نوع من أنواع السيطرة أو الاضطهاد، بما في ذلك التمييز الجنسي والعرقي والطبقي
  • تنخرط في السياقات التاريخية والبيئية.
  • هي أخلاقيات جامعة؛ تتضمن كل أشكال الحياة.
  • ليست موضوعية؛ بل تسعى لتسليط الضوء على أوجه النظر المهمشة.
  • تهتم بالقيم التي استبعدت لارتباطها بخصائص أنثوية مثل الحب والاهتمام والرعاية.
  • تدعونا لإعادة النظر فيما تعنيه إنسانيتنا.
  • تعيد التفكير في مفهوم "الحكمة" وما تعنيه في الفلسفة الغربية التقليدية.

مدارس النسوية البيئية

النسوية البئية الثقافية

ترى نسويات مدرسة النسوية البيئية الثقافية أن الهيمنة على الطبيعية والسيطرة على النساء ناتجة عن النظام الأبوي، وبالتالي يجب الاعتراف بالعلاقة بين المرأة والطبيعة، وإعادة تحليل كل ما يؤثّر عليه ويقمعه النظام الأبوي، بما في ذلك النساء والطبيعة، وتطوير ثقافة ومبادئ نسوية جديدة، تمكنا من الإطاحة بالنظام الأبوي.

تشجّع النسوية-البيئية الثقافية إلقاء الضوء على العلاقة بين المرأة والبيئة، و تجادل بأن المرأة لديها علاقة أكثر حميمية مع الطبيعة بسبب أدوارها الجندرية، والتي تشمل على سبيل المثال المسؤولية التربوية وتأمين الغذاء، وطبيعتها البيولوجية أيضاً مثل الحيض، والحمل، والرضاعة. وتشير الناشطات أن مثل هذه العلاقة تسمح للنساء بأن يكنّ أكثر حساسية تجاه قدسية البيئة وتدهورها، وبالتالي يعملن على مطالبة المجتمع باحترام وتقدير تلك العلاقة.

النسوية البيئية الروحية

يرتبط ظهور النسوية البيئية الروحية باكتشاف الثقافة الأمومية القديمة من قِبل علماء الآثار، وتجادل هذه المدرسة بأن الإله والأديان الحالية هم تمثيل للدين الأبوي. تدافع هذه النظرية عن إحياء الأديان القديمة، وتشجع الإلهة الحركية على إعادة بناء العلاقة بين المرأة والطبيعة. بالإضافة إلى انتقادها الأديان الأبوية، تقدس المرأة والطبيعة وتدعو إلى استبدال السياسة بالأديان. انتقدت النظرية النسوية البيئية الاجتماعية هذه النظرية، واعتبرت أن تقديس المرأة هو نوع من الهروب من المشاكل الاجتماعية والبيئية في العالم المادي.

النسوية البيئية الاجتماعية

تحتل النسوية البيئية الاجتماعية الجانب اليساري من النسوية البيئة؛ وترى على أنها مزيج من النسوية الأناركية والإيكولوجيا الاجتماعية. تجادل نسويات مدرسة النسوية الاجتماعية على سيطرة النظام الأبوي على الطبيعية والهيمنة على النساء، مع التأكيد على الجذور الاقتصادية والسياسية لتلك الهيمنة وتدعوا إلى تغييرات سياسية واقتصادية لتحرير الطبيعة والمرأة. وتشير المدرسة إلى أن الأبوية ليست إلا شكلًا من أشكال التسلسل الهرمي الاجتماعي، وبالتالي فالأهم هو القضاء على جميع أشكال التسلسل الهرمي. لذلك، فإن النسوية الاجتماعية تولي المزيد من الاهتمام لتحليل الهيكل الهرمي نفسه، مع التركيز على الوظيفة المهيمنة للعوامل الاجتماعية والاقتصادية على المجتمع وإصلاح النظم الاجتماعية والاقتصادية.

النسوية البيئية الاشتراكية

تشير النسوية البيئية الاشتراكية بأن أصل الهيمنة على الطبيعة والنساء يكمن في العوامل السياسية والاجتماعية، تحديدًا القمع المزدوج على الملكية الخاصة والنظام الأبوي. فلا تضمن الملكية الخاصة فقط مصالح الرجال الطبقية، ولكنها تؤدي أيضًا بطبيعة الحال إلى هيمنة الرجال على النساء. وانطلاقآً من بنية النظام الأبوي على أساس مادي رأسمالي، فالثورة الاشتراكية هي الوسيلة الرئيسية للقضاء على الهيمنة على النساء والطبيعة. وتعتمد هذه المدرسة على منظور الممارسة في تحليل الهيمنة الطبيعية والجنسية.

في الأدب

أوكتافيا بتلر

ارتبطت النساء بالطبيعة في الأعمال الأدبية لقرون عديدة وشُبهت أجسادهن بعناصر بيئية، مما جعل العديد من الأديبات النسويات يبتعدن في كتاباتهن عن العالم الطبيعي بسبب هذه التمثيلات الثقافية الذكورية السائدة. إلا أنه منذ نهاية القرن الثامن عشر، بدأت بعض الكاتبات في استدعاء الطبيعة لأغراض نسوية واستخدمن الطبيعة كعامل للمقاومة. ازدهرت الكتابة عن الطبيعة من قبل النساء في كل من إنجلترا والولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، حيث كان الشعور بالمكان جانبًا مهمًا من كتاباتهن. وكانت تعتبر دراسة النباتات والحيوانات في المنزل في ذلك الوقت مهنة قيمة للنساء من الطبقة المتوسطة والعليا؛ وبالتالي اهتمت الكثير من النساء بالكتابة عن بيئتهن الطبيعية. وفي القرن التاسع عشر، تعد الروائية الأمريكية سارة أورني جيويت (1909- 1849)، واحدة من أشهر الكاتبات اللواتي وضعن البيئة كعنصرٍ مركزيٍ في رواياتهن حيث تناولت كتبها النساء اللواتي يعملن في الزراعة ووصفت الطبيعة كامتداد للنساء. وتعتبر رواية Rural Hours لسوزان فينيمور كوبر من أقدم الكتابات النسائية الأميركية عن الطبيعة.

النسوية البيئية في الخيال العلمي

تهدف النسوية البيئية إلى دراسة أنماط السلطة التي تخلق أنظمة بيئية واجتماعية ضارة وتقديم أنماط لأنظمة بديلة تدعم المساواة والتنوع الثقافي والبيولوجي. لذلك يمثل أدب الخيال العلمي فرصة فريدة لتصور ما قد تبدو عليه تلك الأنظمة البديلة. وترى بعض الكاتبات في التاريخ الذكوري والتنويري لأدب الخيال العلمي فرصة لتفكيك ثنائيات النظام الأبوي؛ العلم/الطبيعة والذكورية/الأنثوية التي ينطوي عليها هذا النوع من الأدب.[2]

من كاتبات الخيال العلمي اللاتي تأثرن بشكل مباشر أو غير مباشر بالنسوية البيئية أوكتافيا بتلر وأورسولا لي جوين ومارغريت آتوود؛ وتشير بعض النسويات إلى إندراج بعض أعمال أوكتافيا بتلر تحت مظلة النسوية البيئية الروحانية تحديدًا روايتيها حكاية المزارع Parable of the Sower وحكاية المواهب Parable of the Talents. بالرغم من أن الروايتين تصفان عالمين متدهورين بيئيًا، فإنهما لا تهدفان فقط إلى وصف عالم مستقبلي ديستوبي وفاسد، ولكن تدفعان القارءات والقراء إلى إعادة النظر في سلوكهم/ن تجاه الطبيعة. وتتناول الرواية موضوعي الدين والروحانيّة مع البيئة؛ ففي رواية حكاية مزارع، تشعر الشخصيّة الرئيسية لورين أولامينا بحاجتها لإنشاء دين جديد لعدم تمكنها من الإيمان بالمسيحية، وهي الديانة التي يعتنقها والدها. وبالتالي تُنشئ ديانة جديدة تسميها بذرة الأرض Earthseed وهي ديانة مرتبطة برؤية البشر كبذور مسافرة عبر العالم تخلق حياة جديدة في الأماكن التي تطأها. تعتمد هذه الديانة على الفعل والمسؤولية والترابط، بدلًا من الإيمان. [3] أما أورسولا لي جوين فتخلق عالمين يوتوبيان في روايتيها المحرومون The Dispossessed ويد الظلام اليسرى The Left Hand of Darkness في ظروف بيئية باردة وقاسية وتدفع القراء إلى التفكير في قدر مسؤولية البيئة في الاضطهاد الواقع عليها وفي الطبيعة الهرمية للنظام الأبوي. [4]

في اللاهوت

الديانات الإبراهيميّة

تعد دراسات اللاهوت النسوي-البيئي جزء من علم اللاهوت النسوي واللاهوت التحرري والذي يركز في جوهره على استخدام الأطر الدينية لدعم حركات التحرر الاجتماعية. وظهر اللاهوت النسوي في أميركا اللاتينية في السبعينات حيث أدّى القمع والتهميش والسيطرة على الأراضي من قبل الشركات والهجمة النيوليبرالية الشرسة إلى دفع مجموعات كبيرة من الأشخاص إلى إعادة التفكير في التقليد المسيحي تحديدًا. ويعتبر اللاهوت النسوي تحرر النساء قضية مركزية للمهمة اللاهوتية؛ لذلك بنت عدة عالمات لاهوت أبحاث وتأويلات عديدة وكذلك نماذج تفسيرية نسوية للدين من أجل وضع علاقة حاسمة بين النظرية (أي الدين) والتطبيق (أي الحركات الاجتماعية). وكان للسياق المتعلق بالحق في الأرض والدفاع عنها ومناهضة الاستعمار أثر واضح للدفع بإتجاه إعادة تفكيك العلاقة الثنائية بين الطبيعة والإنسان والمرأة والرجل والهرمية الحاكمة لتلك العلاقات الثنائية، وخاصة تلك التي بنيت عليها الديانات الإبراهيمية. وبالتالي، يدعو اللاهوت النسوي البيئي إلى إعادة التفكير في الكون؛ الأرض والطبيعة بجميع كائناتها والعلاقة بين العدالة للنساء والبيئة.[5]

وركزت عالمات الأخلاق الرومانيّة الكاثوليكيّة التقليديّة وعالمات اللاهوت التحرري في أميركا اللاتينية على القضايا الأخلاقية المتعلقة بالفقر وعدم المساواة الاجتماعية. وهذا ما خلق مساحة للاهوت التحرري والذي يركز بشكل أساسي على المجتمعات الأكثر هشاشةً، وهنا توصلت العديد من المنتميات إلى هذه المدرسة إلى واقع أن أكثر المتضررين من تدمير البيئة هن النساء. أدى هذا الاستخلاص إلى ربط اللاهوت التحرري في أميركا اللاتينية بين تدمير البيئة والنسوية وتطوير أخلاقيات بيئية قائمة على اللاهوت. [6]

ترى روزماري ريوتر في تحليلها للسياق الذي أنتج لاهوت الشرق الأدنى والثقافات المسيحية المبكرة أنّه كان ينظر للنساء والطبيعة على أنهن مساحات يجب أن تُحكم. وكما أن تقسيم العمل المجندر في ذلك الوقت كان يرى أن عمل المرأة هو محصور في ضمان استمرارية الحياة (أي الولادة) بينما عمل الرجال هو ما يتعلق بإدارة تلك الحياة وتنظيمها. [7] وعليه فإن أساس علم اللاهوت النسوي، واللاهوت النسوي-البيئي تحديدًا تحليل الأطر اللاهوتية التي تساعد في قمع النساء والطبيعة من منطلق السيطرة والهيمنة والذي يشرّع القمع المشترك للمرأة والطبيعة. وبالتالي، تعزيز المفاهيم الروحانية المرتبطة بالطبيعة تدعم النسوية-البيئية حيث تعمل على تحدي الهياكل والممارسات الأبوية في سياق الديانات.

تراتبية الكائنات التوراتيّة

تعد عالمة اللاهوت إليزابيث دودسون غراي من أوائل مُفكرات النسوية البيئية اللاتي درسن الأدوار التي يلعبها الخيال الديني والجنسي في التراث الأبوي اليهودي-المسيحي والتقاليد الفكرية الغربية.[8]ففي كتابها الفردوس الأخضر المفقود (Green Paradise Lost (1979، تشير إليزابيث إلى وجود تراتبية مدمِّرة للكائنات في جوهر الوصف التوراتي لحدث الخلق، فتشير أنه في القصة التوراتية لطبيعة الأشياء تأتي المرأة بعد بل وأدنى من الرجل؛ فخُلقت المرأة من جسم رجل وليس من جسم امرأة كما يحدث طبيعيًا ومن ثم يخلق الأطفال، وهم كائنات ثانويّة لا يتم حتى ذكرهم في قصة الخلق. ثم تخلق الحيوانات التي لا تمتلك الروح البشرية "الفريدة" ولذلك تأتي في منزلة أدنى. ويأتي بعدها النباتات التي لا تتحرك حتى. وتعد أساس الطبيعة نفسها - الهضاب والجبال والأنهار والأودية - قعر كل الخلق. أما السماوات والقمر والنجوم فهي أقرب إلى الإله وأعلى من كل المخلوقات. وكلما صعد المرء في "هرم الهيمنة والمنزلة" التراتبية هذا إلى الأعلى اقترب من كل ما هو روحي وسامٍ.

وتحاجج إليزابيث أن أساطير الخلق الدينية القديمة بطريركية وذات نزعة طبيعية؛ ففي النظام التراتبي للوجود يمكن إساءة معاملة أو التعدي أو المتاجرة أو التضحية أو قتل المراتب الدنيا فيه - سواء الإناث أو الأطفال أو الحيوان أو النباتات - باسم المراتب العليا للوجود الروحاني المتجسد في الذكور أو الإله. والطبيعة، التي لا تعتبر فقط في أسفل هذا الهرم، بل ومليئة بالقذارة والدم والمفاجآت الطبيعية البغيضة مثل الزلازل والفيضانات والعواصف الطائشة، هذه الطبيعة مرشَّحة بجلاء لتكون جائزة يفوز بها "السيد" الأكثر بطشًا من الجميع. [9]

الإسلام والطبيعة

أمّا فيما يتعلق بالإسلام والنسوية البيئية، فترى نوال عمّار أنّ القراءة الأبوية للقرآن وكذلك بنية السلطة الدينية في المجتمعات الإسلامية هي التي تميّز ضد النساء وليس الإسلام نفسه؛ فتشير إلى أنّ النص الديني يجسّد المساواة بين النساء والرجال من ناحية المسؤولية الأخلاقية، فالإسلام يرى أن الطبيعة خلق الله والتي تعكس قدسيّته، وكل الخليقة هي أيضًا انعكاس لعظمته؛ وأعطى الإله البشر مسوؤلية إدارة الأرض لأنهم يمتلكون صفات خاصة، وليس لامتلاكهم صفات أفضل، وبالتالي يحث البشر على تحسين الأرض والاستمتاع بخيراتها بدلًا من تدميرها. وانطلاقًا من تجسيد القرآن للمساواة، ترى نوال أن الإسلام يوافق ويعكس جوهر النسوية البيئية.[10]

النسوية البيئية كحركة اجتماعية

تشكل النسوية البيئية بجوانبها المتعددة؛ والتي تتنوع بين مناهضة التعصب والاستغلال النيوليبرالي للموارد الطبيعية وعواقب التغيرات المناخية وإحياء معارف السكان الأصليين، جزءًا أساسيًا من الحركات النسوية العابرة للحدود. تعرض الحراك النسوي البيئي في بدايته لانتقادات حادة لتعزيزه افتراضات تنميطية تربط بين الطبيعة أو البيئة والمرأة المستغلة من قبل الرأسمالية. إلا أن الحركات النسوية البيئية المعاصرة جاءت بمواقف ومنهجيات متعددة الثقافات وباعتبارها فلسفة بيئية وحركة اجتماعية، واليوم تجسد النسوية البيئية نقدًا متعدد الأوجه للسياسة البيئية العالمية التي تركز على نقد السياسة البيئية العالمية، والتي تركز على دور الدولة أو المؤسسات الوطنية في الجهود الجماعية العالمية لحماية وإدارة البيئة الطبيعية. تركز الانتقادات النسوية على التجارب السياقية للنساء في السياسة البيئية على وجه التحديد. وقدمت النسوية البيئية مساهمات مهمة في الخطابات حول الأخلاقيات البيئية والعلاقات المتبادلة بين الجنس والبيئة والتنمية، كما تحفز ضرورة التغلب على الرؤية الثنائية للعلاقة بين الطبيعة والأبوية مثل نظرية دونا هاراواي حول مركزية الحيوان واستمرارية الثقافة الطبيعية.

بشكل عام، شهدت النسوية البيئية ثلاث مراحل أساسية. المرحلة الأولى التي بدأت في مطلع الستينات مع مناهضة النساء في أميركا لمحطات الطاقة النووية وحركة شيبكو في شمال الهند وحركة الحزام الأخضر في كينيا. واستندت الحركات في هذه الفترة على أهمية البيئة في حياة النساء العاملات باعتبار أن حماية البيئة هو أساس حماية مصالح المرأة العاملة. والمرحلة الثانية انطلقت من السبعينات إلى الثمانينات مع انتشار مفاهيم جديدة حول النسوية وعلاقتها مع العالم وظهور المصطلح والإعلان عن بداية مدرسة نسوية جديدة. أما المرحلة الثالثة فبدأت منذ أواخر الثمانينات حتى يومنا هذا، وبدأت هذه المرحلة مع تطوير النسوية البيئية كمقدمة لحركة بيئية واسعة النطاق وكان من ضمنها الحركة المناهضة للحرب وعقدت في هذه الفترة مؤتمرات عديدة تربط بين المرأة والبيئة مثل المؤتمر المناهض للعسكرة “Women's Pentagon Action” في 1981 وهو أول مؤتمر نسوي بيئي في الساحل الغربي.


السبعينيات: حركة شيبكو في الهند

نساء يقمن بعناق الأشجار احتجاجًا في جبال الهمالايا (حركة شيبكو)

اطلقت نساء من الهند حركة شيبكو في السبعينيات بهدف حماية الأشجار والغابات التي قررت الحكومة تدميرها بالاتفاق مع شركات تجارية. نشأت الحركة في منطقة جبال الهيمالايا في أوتار براديش سنة 1973 وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء جبال الهملايا الهندية. وتعني كلمة شيبكو (chipko) العناق وهو التكتيك الأساسي الذي استعملته المتظاهرات حيث قامت النساء باحتضان الأشجار لمنع الآلات من قطعها. بالإضافة إلى تكتيك "معانقة الأشجار"، استخدمت محتجّات شيبكو عددًا من التقنيات الأخرى التي ترتكز على مفهوم المقاومة اللاعنفية. على سبيل المثال، أعلن سكان منطقة باهوجونا الصيام لمدة أسبوعين عام 1974 احتجاجًا على سياسة تدمير الغابات؛ وفي قرية بولنا في وادي بيوندار في عام 1978، صادرت النساء أدوات قطع الأشجار.

تشير التقديرات إلى أنه بين عامي 1972 و1979، شاركت أكثر من 150 قرية في حركة شيبكو، مما أدى إلى 12 احتجاجٍ كبيرٍ والعديد من المواجهات الطفيفة في أوتارانتشال. جاء النجاح الكبير الذي حققته الحركة في عام 1980، عندما أدى نداء وجهته منطقة باهوجونا إلى موافقة رئيسة الوزراء الهندي أنديرا غاندي على إعلان قرار حظر لمدة 15 عامًا على القطع التجاري للغابات في منطقة جبال الهيمالايا.

مع استمرار الحركة، أصبحت الاحتجاجات أكثر توجهاً نحو المشروع وتوسعت لتشمل البيئة بأكملها في المنطقة، وأصبحت في نهاية المطاف حركة "انقذوا الهيمالايا" وتركزت العديد من الاحتجاجات ضد سد تهري على نهر وضد عمليات التعدين المختلفة، مما أدى إلى إغلاق محجر واحد من الحجر الجيري واحد على الأقل. وبالمثل، أدت جهود إعادة التحريج الضخمة إلى زراعة أكثر من مليون شجرة في المنطقة. في عام 2004، استؤنفت احتجاجات شيبكو رداً على رفع حظر قطع الأشجار في هيماشال براديش.

الثمانينيات

حركة الحزام الأخضر في كينيا

مؤسسة حركة الحزام الأخضر وانجاري ماثاي

خلال الفترة ما بين عامي 1976 و1987، بدأت تظهر المشاكل البيئية التي تعاني منها كينيا. كانت العالمة البيئية وانجاري ماثاي حينها عضوة فعالة في المجلس الوطني للمرأة في كينيا؛ حيث ترأست المجلس ما بين عامي 1981 و1987. ودفعت المشاكل البيئية، ومن بينها الجفاف وتدمير الغابات والتصحر، ماثاي لطرح فكرة زراعة الأشجار بشكل مجتمعي. وقد واصلت تطوير فكرة زراعة الأشجار من أجل مكافحة التآكل وتوفير حطب الوقود وحماية مستنقعات المياه وتعزيز التغذية وتحسينها، بالإضافة إلى توفير فرص العمل للنساء. تحت رعاية المجلس الوطني للمرأة في كينيا، أسست ماثاي في عام 1977 حركة الحزام الأخضر، وهي منظمة بيئية غير حكومية تتمركز حول الربط بين حماية البيئة وحقوق المرأة. وقد انتشرت هذه الحركة في البلدان الإفريقية الأخرى؛ حيث ساعدت على زراعة أكثر من ثلاثين مليون شجرة في إفريقيا، كما ساعدت ما يقرب من 900.000 امرأة للحصول على أجر مقابل العمل الزراعي. حصلت وانجاري ماثاي العالمة البيئية والمدافعة عن حقوق المرأة الكينية على جائزة نوبل للسلام في عام 2004؛ لتصبح أول امرأة إفريقية تحصل على الجائزة.

تعرضت الحركة لاستهداف ممنهج من قبل النظام الحاكم حتى مطلع الستعينات، فتم استهداف عضوات الحركة إما من خلال الاعتقال التعسفي أو بحملات تشهير واسعة النطاق وصلت إلى أن يصف الرئيس الكيني في ذلك الوقت ماثاي بأنها "إمرأة مطلقة تسعى إلى خراب المجتمع".


نساء ضد البنتاغون في الولايات المتحدة

ملصق دعوة للمشاركة في احتجاجات "نساء ضد البنتاغون"

في نوفمبر 1980 و1981، التقت أكثر من ٢٠٠٠ إمرأة أمام البنتاغون (هو مبنى مقر وزارة دفاع الولايات المتحدة) للاحتجاج بعد حادثة محطة "ثري مايل آيلاند" النووية في بنسلفانيا التي وقعت عام 1979.

انبثقت فكرة نساء ضد البنتاغون من مؤتمر نسوي بيئي حول المرأة والحياة على الأرض، والذي عُقد في ولاية ماساتشوستس في ربيع عام 1980 وحضرته أكثر من ٦٠٠ إمرأة. وفي خريف ١٩٨٠، اجتمعت مجموعة فرعية لدراسة الروابط بين العنف ضد المرأة والعنصرية وتدمير البيئة والأرض. صدر عن اللقاء مانيفستو أطلق عليه "بيان الوحدة"، والذي صاغته الكاتبة غرايس بالي ويركز على حماية المرأة والبيئة والتأكيد على أن كل أشكال الحياة متصلة ببعضها البعض كما ينادي لمناهضة العسكرة والأسلحة النووية. شاركت في الاحتجاج العديد من المجموعات النسوية ورفعت النساء شعارات تقول "نحن نرثي أرضنا وأجسادنا".

استخدمت المحتجّات وسائل مختلفة، كاعلان الاعتصام المفتوح واقفال مداخل البنتاغون واستخدام الطبول كما قمن بتخييط حبال عريضة حول المجموعات المحتجة لحمايتهن من الاعتقال من قبل الشرطة.


التسعينيات

بريتا كاسيرس (1971 - 2016)

انطلقت مؤتمرات عديدة معنيّة بقضايا النساء والبيئة منذ بداية التسعينيّات وتحديدًا بدأ باطلاق منظّمة البيئة والتنمية للنساء WEDO مؤتمر النساء العالمي لكوكب سليم في ميامي في نوفمير 1991. وحشدت العديد من منظّمات النساء البيئيّة خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئية والتنمية UNCED سنة 1992 التأييد لصالح العمل لأجل حقوق النساء والبيئة جنبًا إلى جنب والذي ترتب عليه تطوير مجموعة من النساء من الجنوب والشمال العالمي منهم فندانا شيفا ووانجاري ماثاي فصل في جدول أعمال القرن ال21 حول مشاركة النساء في صنع القرارات المتعلقة بالقضايا البيئية.

ركزت قضايا الحركة النسويّة البيئية خلال التسعينيات على الصراعات حول المناطق التي تتعرض مواردها الطبيعية للاستغلال المفرط عن طريق عمليات التعدين أو النفط أو الحراجة الزراعيّة. واشتبكت النسويّات مع هذه الصراعات للدفاع عن مناطقهم ومناهضة نتائج العنف البيئي على حيوات النساء. في أمريكا اللاتينيّة أسست بريتا كاسيرس مع نساء أخريات في هندوراس في 1993 مجلس المنظمات الشعبية ومنظمات السكان الأصليين في هندوراس (بالإنجليزية: Council of Popular and Indigenous Organizations of Honduras)، لمناهضة التعدين والحفر غير القانوني وبناء السد الذي سيترتب عليه قطع المياة والطعام والأدوية عن سكان قبيلة لينكا. فعملن على إلغاء العديد من خطط قطع الأشجار وطورّن العديد من خطط إدارة الغابات كما أنشأن عدة مناطق من الغابات المحميّة وعملن على تأمين أكثر من 100 صك ملكية جماعية للأراضي لصالح مجتمعات السكان الأصليين. وفي بيرو، عملت الناشطة ماكسيما أكونا على الدفاع عن البحيرات ضد مشاريع التعدين في منطقة الأنديز.

تم الموافقة لأول مرة في مؤتمر النساء الرابع في بكين سنة 1995 على عدم إمكانيّة فصل حقوق النساء عن الحقوق البيئية.[11] وقسم جدول أعمال القرن ال21 هذه القضية إلى قضية التعليم والصحة والفئات المهمشة والتخطيط والإسكان والنقل وجدول الأعمال المحلي والاستهلاك والنفايات.

وفي 1997 في جامبيا أسست إيساتو كيساي Isatou Ceesay مع نساء أخريات من شمال جمبيا مركز نجاو لإعادة التدوير بهدف إلقاء الضوء على أهمية إعادة معالجة النفايات. ووفر المركز فرص عمل لأكثر من 100 امرأة وتوسع المشروع بعدها وشمل على مناطق أخرى.

الألفينيات إلى الآن

احتجاج نساء أندونيسيات ضد بناء مصنع للأسمنت في أبريل 2016

ارتبطت الحراكات البيئية النسوية خلال الألفينيات بقضايا الحق في الأرض وحماية مواردها. ففي الهند في عام 2002، انطلقت حركة مناهضة كوكا كولا في كيرالا تحت قيادة مجموعة نساء من مجتمعات قبيلة إرفلر وملاسار، منهم ماييلاما Mayilamma، مطالبين بإغلاق شركة كوكا كولا والني أنشئت في 2002 لتسببها في أزمة تلوث كبيرة للمياه في المنطقة. وفي البرازيل، تعمل أوسفاليندا ماريا ألفز بريرا Osvalinda Maria Alves Pereira في ولاية بارا على تحفيز الأفراد لزراعة المحاصيل الغذائية في أراضيهم لكي لا يحتاجوا إلى العمل عند الحطابين ويساهموا في تدمير الغابات في ظروف عمل أقرب ما تكون إلى الاستعباد. وخلال العشرين سنة الماضية، تمكنت من دعم 280 عائلة لزرع وإنتاج محاصيل غذائية مستدامة.[12] وفي النيبال، تعمل بيديا شرستا مهرجان Bidya Shrestha Maharjan في وادي كاتماندو لوقف التوسع غير القانوني للطرق في الوادي الذي يقطنه شعب نيوا جوثي والذي شرد الآلاف منهم دون الحصول على تعويض.[13] وفي الصين بدأت تشين فيانفانج نشاطها البيئي بعد استيلاء السلطات المحلية وشركات التطوير على أراضيها هي وأسرتها دون تعويض كاف. خلال العشر سنوات الماضية، تعمل تشين على الصعيد الشعبي للدفاع عن حقوق الأرض والسكن. [14] وفي أبريل 2016 في أندونيسيا، احتجت مجموعة من النساء أمام القصر الرئاسي على تطوير مصنع للأسمنت في موطنهم في منطقة ريمبانغ والذي سينتج عنه تلوث المنطقة وتخريب مصدرهم للمياه وبالتالي عدم تمكنهن من الزراعة بحرية. واحتجت النساء بوضع أقدامهن في صندوق من الأسمنت، الحركة التي تحولت من بعدها إلى رمز للاحتجاج ضد بناء هذه المصانع. [15]

وارتبطت الحركة النسوية البيئية خلال السنوات الماضية بحراك العدالة المناخية وتحديدًا حراك الفتيات والشابات؛ ففي آب/ أغسطس 2018 أطلقت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرج حراك الطلاب البيئي داعية إلى وقفة احتجاجية، والتي توسعت فيما بعد إلى حراك انتشر بين الفتيات والشابات في بلاد عديدة.

واطلق المقترح التشريعي الصفقة الجديدة الخضراء Green New Deal في الولايات المتحدة،

النسوية البيئية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

يعد الواقع البيئي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معقد ومتداخل؛ ففي العديد من بلدان المنطقة، تعد الموارد الطبيعية، مثل الحطب، المصدر الرئيسي للطاقة للاستهلاك المحلي. أدى الاستخدام الواسع لهذه المصادر إلى تدهور الغابات وتلوث الهواء. وفي الوقت نفسه، تعتبر النساء المساهم الرئيسي في إدارة الغابات من خلال زراعتها وحمايتها. فعملت، على سبيل المثال، شبكة الصحافة العربية، ممثلة برئيستها رزان زعيتر، على زرع أكثر من مليوني شجرة في الأردن وفلسطين. وتشكّل النساء في منطقة الشرق الأوسط النسبة الأعلى من مستخدمي ومستخدمات المياه عن طريق الاستهلاك المنزلي، وفي ظل وجود أزمة مياه في السعودية، عملت د. ملك النوري، الحائزة على زمالة ابن خلدون، على مشروع سلسلة الإمداد بالمياه في السعوية، وهي أول إمرأة سعودية تقدم بحثها في مؤتمر المؤسسة الدولية للتنمية في ٢٠١٣. وفي عام ٢٠١٥، ونظرًا إلى المشاكل والتحديات التي تتعلق بعدم توافر كهرباء وقلة الموارد في قرى البادية في الأردن، درست رفيعة أم قمر، والتي تعتبر أن هدفها هو "تحسين المستوى المعيشي لمجتمعها وتغيير حياة النساء فيه"، هندسة الطاقة الشمسية في الهند، وأنشأت ٨٠ وحدة طاقة شمسية لتوفير الكهرباء في قريتها كما قامت بتدريب النساء على كيفية تجميع لوحة للطاقة الشمسية.

احتجاج للنساء السلاليات ومزارعات من قبيلة أولاد سبيطة ضد شركة الضحى في المغرب

تدفع قلة الموارد واحتكارها من قبل الدول أو الشركات النساء المقيمات في القرى بشكل خاص إلى العمل على مواجهة تلك الانتهاكات وإيجاد البدائل الملائمة للطبيعة ولحاجاتهن، وعلى الرغم من عدم صراحة التعريف عن أنفسهن على أنّهن "نسويات بيئيات" إلا أنّ الكثير من أعمالهن تتقاطع مع المبادئ والمفاهيم الأساسية للنسوية البيئية. في هذا الإطار، يمكن العودة إلى التاريخ الشفهي الذي وثقته ورشة المعارف في حوارات مع حكواتيات لديهن تجارب في الحركة البيئية في لبنان. يوثق المشروع قصص نساء كما روينها وتجاربهن ونضالهن الشخصي للدفاع عن الأرض ضد سياسات ومشاريع هدفها الربح دون أن يعرفن عن أنفسهن بالضرورة كنسويات بيئيات.[16]

وفي المغرب، تناضل النساء السلاليات والمزارعات ضد خصخصة الدولة للأراضي القبلية ومناطق التجمعات القبلية التقليدية، والمعروفة باسم الأراضي السلالية في المغرب. وتُعد ٣٥٪ من أراضي المغرب أراضي سلالية. وفي عام ١٩١٩، وفي ظل الاستعمار الفرنسي انتقلت مهمة إدارة الأراضي القبلية إلى وزارة الداخلية بدلًا من السلطات القبلية. وبموجب هذا النظام، وعدم امتلاك الأفراد هذه الأراضي، تم منحهم حق العمل في قطع أرض محددة والحصول على حصصهم من الحصاد. ووفقًا للقانون القبلي، فإن النساء العازبات والأرامل والمطلقات واللواتي لم ينجبن لا يحق لهن لهن وراثة الأرض وبالتالي تصادر الدولة الأراضي دون دفع تعويضات. وهذا ما أجبر النساء على خسارة منازلهن وأراضيهن. وفي عام ٢٠٠٧، نظمت تلك النساء أنفسهن. وفي عام ٢٠٠٩، تظاهرت أكثر ٥٠٠ امرأة أمام البرلمان وطالبن بحقهن في الأراضي. وبدأت في ذلك الوقت شركة الضحى في العمل على تطوير مشاريع عقارية في تلك الأراضي دون مراعاة حقوق أصحاب الأرض--أي المزارعات. وتتعرض النساء المنخرطات في هذه الحركة إلى تهديدات عدة، ومنهن سعيدة سوقات التي تعرضت للضرب في شباط ٢٠١٧.

مراجع

باللغة العربية

باللغة الإنجليزية


مصادر

  1. كارِن جاي وَرِن، Ecofeminist Philosophy، 2000
  2. أيرين سانز ألونسو، Ecofeminism and Science Fiction: Human-Alien Literary Intersections، 2018
  3. Paloma Villamil Agraso, Parable of the Sower and Parable of the Talents: Octavia Butler and Spiritual Ecofeminism.
  4. Cara Williams, Ecofeminism in the Speculative Fiction of Ursula K. Le Guin, Octavia Butler, and Margaret Atwood
  5. Ioanna Sahinidou, Ecofeminist Theologies Challenge Domination Open Journal of Philosophy, 7, 249-259, 2017.
  6. Gillian McCulloch,The Deconstruction of Dualism in Theology: With Special Reference to Ecofeminist Theology and New Age Spirituality, 2002.
  7. Rosemary Radford Ruether,Women Healing Earth: Third World Women on Ecology, Feminism, and Religio, 1996.
  8. Karen Warren, Ecofeminist Philosophy: A Western Perspective on what it is and why it Matters, P.30, 2000.
  9. Elizabeth Dodson Gray, Green Paradise Lost, P.03-05, 1981.
  10. Nawal Ammar Are Islamic Thinking and Ecofeminism Possible?,The Center for Religious .and Cross-cultural Studies, 2007
  11. Susan Buckingham, EcoFeminism, in International Encyclopedia of the Social & Behavioral Sciences (Second Edition), 2015
  12. Front line Defenders, Osvalinda Maria Alves Pereira
  13. Front Line Defenders, Bidya Shrestha Maharjan
  14. Front line Defenders, Chen Jianfang
  15. Jewel Topsfield and Amilia Rosa, Women of Rembang put their feet down to save farms from cement factory, The Sydney Morning Herald
  16. ورشة المعارف، التاريخ الشفوي للنساء في الحركة البيئية في لبنان، 29-05-2018